وفاء سلطان.. مرة أخرى!.. بقلم: د. بسام الخالد

وفاء سلطان.. مرة أخرى!.. بقلم: د. بسام الخالد

تحليل وآراء

الثلاثاء، ١٨ أغسطس ٢٠١٥

Bassamk3@gmail.com
المقطع الذي سأورده الآن لصديق قديم هو كاتب صحفي لم ألتقه منذ زمن طويل، وبالمصادفة قرأت له هذا المقطع ضمن "بوست" على الفيسبوك، وهو العلماني العنيد الذي لا يعترف بكل الأديان، وهنا الغرابة!
 يقول: (لست من مقدسي الرسل والأنبياء.. لست من متبعي الهداية، ولكن حين يكون محمداً في فم عاهرة كـ "وفاء سلطان".. عندها سأقول: "أيها الرسول العظيم، صلى الله عليك وسلم، نحن بالغو الانحطاط.. لا تأت إلينا مرة أخرى"..)!!
منذ سنة تقريباً كتبت مقالة عن هذه المدعوة (الدكتورة وفاء سلطان) انتقدتُ فيه استضافتها هاتفياً من قبل إحدى إذاعاتنا المحلية (الخاصة)، هذه الطبيبة المزعومة هي سورية تقيم في الولايات المتحدة الأمريكية وتحمل جنسيتها، وكانت بتصريحاتها ولقاءاتها المتطرفة ومقالاتها وكتبها ضدّ الإسلام والنبي محمد، وكراهيتها للعرب والمسلمين وإساءاتها المتكررة لله والرسول والقرآن الكريم وشتمها الدين الإسلامي على الهواء مباشرة، في مقابلاتها التلفزيونية، وتأكيدها إعادة نشر الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للإسلام ونبيّه مرة أخرى، قد أثارت جدلاً واسعاً.
حديث وفاء سلطان على (محطتنا السورية) بث ظُهر يوم 8/1/2013 وما زلت أذكره جيداً، فقد كان فيه الكثير من الإسفاف والمغالطات بحق الدين الإسلامي الذي تحاول جهات عديدة، منذ زمن، تشويهه وتدفع المبالغ الطائلة لتصوير الإسلام (المرتبط بالعرب) على أنه دين عنف وغزوات ونكاح، مستمدين مادتهم من المدسوسين على هذا الدين من الظلاميين والتكفيريين الذين تلفعوا بعباءة الإسلام ومارسوا باسمه أشنع الأفعال، وقد جُند لهذا الضخ الإعلامي كتاب ومدّعون كثر قبل هذه (الطبيبة) من أمثال البنغلادشية المقيمة في أوروبا(تسليمة نسرين) والروائي الهندي الأصل – البريطاني الجنسية (سلمان رشدي) وصحف دانمركية وأمريكية، وكانت آخر الحملات فيلم (براءة المسلمين) الذي أثار سخط العالمين العربي والإسلامي وخلّف عرضُه أعمال عنف في العديد من البلدان العربية والإسلامية، عبر لعبة ذكية من منتجيه ومموليهم للوصول إلى هذه النتيجة من خلال تأليب شرائح انفعالية لا تجيد ضبط النفس ومعالجة الحدث بنفس الطريقة الذكية، كما فعل كاتب مسلسل (سقف العالم) الزميل حسن م. يوسف الذي قدم عملاً صادماً للغرب أوضح فيه معنى الإسلام الحقيقي الذي ملأ أصقاع الأرض علماً وعدلاً وتسامحاً، لا إسلام القتل والتكفير والإقصاء والفرقة، وهذا ما لم تعرفه المدعوة وفاء سلطان ولم تتحدث عنه.
لن أدخل في مجال الدفاع عن الإسلام هنا، لأن الإسلام الحقيقي لا يحتاج لشهادتي، ولن أقف عند كل ما سبق وسأعتبره مقدمة وتوصيفاً لابد منه لحالة هذه السيدة الأمريكية الجنسية، صهيونية الهوى، في موضوع قد يعتبره الغرب نوعاً من حرية التعبير، لكنني سأتناول الجانب الأهم في شخصية تلك "الحيزبونة" التي تصنف نفسها من الليبراليين الجدد الذين لم يَفُتهم التمسح بـ "إسرائيل" طلباً لمكانة لها في الكيان الصهيوني "وهذا مجد تعلنه وتتباهى به"، وهي الناطقة الرسمية للجهة التي نظمت "أسبوع الفاشية الإسلامية" في الولايات المتحدة الذي أقامته مجموعة صهيونية.
 ما أغاظني في حديث هذه المدعوة وفاء سلطان إجاباتها في أحد ردودها على مقدم البرنامج، الذي اتصل بها هاتفياً من دمشق إلى مقر إقامتها في الولايات المتحدة حين سألها عن مشاركاتها في نشاطات شاركت فيها إسرائيل، حين قالت: (وما المانع.. إسرائيل دولة جارة وأنا عاتبة على حكومتها التي لم تدعني حتى الآن لزيارتها)!
وحين قال لها مقدم البرنامج: ألا يعد هذا شكلاً من أشكال التطبيع.. أجابت باستهزاء: (تطبيع؟!.. صار لكم 40 سنة لم تحركوا ساكناً ضد إسرائيل وتحدثني عن التطبيع)؟! وأردفت: (إسرائيل دولة قوية استطاعت أن تبني نفسها خلال سنوات قصيرة وهي تستحق الاحترام)!!
أظن أن مقدم البرنامج فوجئ بما سمع، عبر الهاتف وعلى الهواء مباشرة، لكنه لم يدرك أن أدبيات الدولة العبرية تغلغلت إلى غرف نومنا بغفلة منّا أو.. بإرادتنا.. ونحن ندّعي تجاوز الخطوط الحمر في الإعلام!
إذا كان تقييم العروبة والإسلام من فم شخصية مثل "وفاء سلطان" بهذه الصورة، ألا يحق لصديقي الملحد أن يؤمن؟!