إلى الجحيم " اّل سعود " .. العالم يحتاج الهواء النظيف

إلى الجحيم " اّل سعود " .. العالم يحتاج الهواء النظيف

تحليل وآراء

الخميس، ١٣ أغسطس ٢٠١٥

ملك ٌ غائب , وولي عهد ٍ خائف و مختبئ في قصور أوروبا , و بضيافة برلسكوني الرئيس الأسبق للحكومة الإيطالية , في جزيرة سردينيا يشتري القصور لصالح الملك .
و البلاد متروكة لولي ولي العهد الشاب اليافع , عديم الخبرة السياسية و العسكرية ! , و لزعيم الدبلوماسية الفاشل وزير الخارجية عادل الجبير – رجل أمريكا بامتياز – في حين تئن البلاد تحت وطـأة الحروب الداخلية و الخارجية , فمن السخط الشعبي الداخلي , إلى العدوان على الشقيق و الجار اليمني , إلى قيادة المعارك الإرهابية في سورية و العراق و اليمن و لبنان .. و غير مكان .
إذ تقود المملكة حروبها و هي متسلحة بإيديولوجية التطرف الديني الحاقد , و بالمال النفطي المكدس , و بأطنان الأسلحة في مخازنها , و تلك التي تسعى لشرائها من الدول الكبرى كفرنسا و روسيا و أمريكا , أمور ٌ وضعت سندان المملكة تحت أكثر من مطرقة .
فبعد أن دمرت اليمن و قتلت شعبه , بدأ أنينها يتصاعد مع فشلها في عدوان العاصفة و الأمل , و أخذت تحصي نعوش جنودها داخل حدودها و خارجها .. فالصواريخ اليمنية أرّقت مضاجع اّل سعود في نجران و جيزان , وبدأ جنودها يفرون تاركين ورائهم أسلحتهم و مواقعهم في المواجهات المباشرة أمام خمسة من المقاومين أو الحوثيين !!!!!
أما في الداخل السعودي فالإرهاب أخذ يُبشر بما قد يحصل كنتيجة ٍ طبيعية لتربية و رعاية و الإرهاب محليا ً, فأخذ يطال المساجد و رجال الأمن و المدنيين .. في جو ٍ لا يخلو من السخط الشعبي , الذي ضاق ذرعا ً بالقمع و الجلد و تقييد الحريات , بالإحتكام إلى قوانين العصور الوسطى و ما قبلها , في حين تسرح الأسرة الحاكمة و تمرح في كازينوهات أوروبا , وتراهم يحللون لأنفسهم ما يحرمونه على أبناء الشعب , و يقطعون أيادي و رؤوس من يُخالفهم و من يحاول رفع رأسه تحت نعالهم .
أما في سورية .. فلا تزال المملكة تمضي قدما ً في دعم و تمويل الإرهاب بالمال و السلاح و بإرسال الإرهابيين " للجهاد " فيها , و لم تكتف بدماء السوريين التي سفكتها و بالخراب الهائل في كل أنحاء سورية , و تجاهلها للجرائم و الاعتداءات اليومية لجنود الإحتلال الصهيوني , و محاولتهم رفع العلم الإسرائيلي على أسوار الأقصى , و إقدامهم على حرق الطفل الفلسطيني الرضيع على يد أمه , و حملات القتل و الإعتقال في ساحات و باحات المسجد الأقصى .
حتى خليجيا ً .. فلم تخجل المملكة من محاولة سرقة نفط جارتها الكويت , و تهديدها بمسحها من على الخارطة .
إذ تتذرّع لتبرير جرائمها و سلوكها الشيطاني, بمخاوف وهمية من الجار التاريخي – الإقليمي دولة إيران الإسلامية, و لا تخفي امتعاضها من امتلاكها للطاقة النووية السلمية, فتتحالف مع العدو الإسرائيلي علنا ً و تفعل المستحيل لمنع التوقيع النهائي.
و في لبنان .. تقف حائلا ً أمام الإنتخابات الرئاسية , دون مراعاة مصالح الشعب اللبناني , معتمدة ً على بعض مرتزقة المال هناك بغية الإمساك بالقرار اللبناني , و جعله شوكة ً في ظهر المقاومة , و خنجرا ً مسموما ً في الخاصرة السورية كرمى لعيون العدو الإسرائيلي .
لم تستوعب المملكة حقيقة ما يجري و لا زالت تعيش بفضل مالها و حقدها في عالم ٍ غريب خاص ٍ بها.. و تعتقد نفسها الدولة المحورية و صانعة سياسات المنطقة و ربما العالم , و تسمح لنفسها بالتدخل في شؤون كل من حولها , و أن من حقها تغيير الحكومات و تنصيب الرؤوساء و التحكم بمصائر الشعوب .
و لم تفهم بعد .. أن المتغيرات و المفاصل الجديدة , و حصيلة الإشتباكات و المعارك , جعلتها خارج اللعبة السياسية , و أفقدتها قيمتها الفعلية , و التي لا تسمح لها إلاّ بنصف صفقة ٍ في اليمن تضمن بالكاد تحفظ ماء وجهها , و ربع صفقة ٍ في لبنان , و صفر صفقة في كل من سورية و العراق , و تبعدها عن أي دور إقليمي , أمام الإعتراف الدولي للدولة الإيرانية بالسيادة و الريادة في المنطقة .
لا بد أن تدرك المملكة.. أنها على شفير الهاوية و على طريق الإنهيار و الإنقراض و التحلل الذاتي , و أن عليها تقبّل نتائج المعارك التي خاضتها و خسرتها .. و خسرت بنتيجتها الكثير من مالها و سمعتها و احترامها أمام دول و شعوب العالم, و أنها غدت مثالا ً لدولة الجهل و الإجرام و الإرهاب و التطرف و التكفير.
كذلك.. على صعيد أزمات و حروب المنطقة , بدأ العالم يتجه لإيجاد الحلول السياسية , و أظهر ميلا ً لوقف الحروب خاصة ً في سورية , عبر التكاتف و التحالف لمكافحة الخطر العالمي المتمثل بتنظيم داعش الإرهابي .. فكان إطلاق الرئيس بوتين للمبادرة الروسية , و التي تقضي بتشكيل تحالف ٍ رباعي تشكل السعودية أحد أضلاعه ,و التحالف مع سورية في مكافحة داعش , و جمع الحكومة و المعارضة السورية على طاولة واحدة , بعد سلسلة من اللقاءات و المشاورات , و بالإعتماد على نتائج المؤتمرات السابقة و أهمها جنيف 1 .
لم يلحظ اّل سود .. أن تشكيل هكذا تحالف من شأنه أن يحافظ على استقرار المملكة و تركيا و الأردن , قبل أن يهتم ويسهم في القضاء على داعش , إذ أكد لافروف أن الجيشين السوري و العراق يقومان بالمهمة .
و في هذا الإطار جاءت دعوة الوزير الجبير إلى موسكو لإعلان موقفها من المبادرة , و التي سبق للوزير المعلم أن رفض التحالف مع السعودية ووصفه بالمعجزة , بطريقة قوية محترفة و محترمة .. في الوقت الذي انتهز الوزير الوهابي السخيف الفرصة لكسب المزيد تأييد الإرهابيين على الأرض, خاصة ً ممن غسلوا أدمغتهم بالمال و التطرف و دفعوهم لحمل السلاح في وجه دولتهم و شعبهم , و كرر كلاما ً بائدا ً , صاغه بلغة ٍ سيئة و عكس غيبوبة أسياده , و أحرج الوزير لافروف .. إذ أكد هزيمة الأسد السياسية و العسكرية و لا بد له من الرحيل, و أكد رفض المملكة – المتأخر- التحالف مع دمشق, و اكتفى بطرح أحلامه و أمانيه و تمسك بلاده بالبند المحبب لهم بتشكيل هيئة حكم انتقالي.. و عبر عن رغبة بلاده بشراء السلاح الروسي المتطور, في محاولة وقحة لشراء الموقف الروسي الثابت من الدولة السورية و الرئيس الأسد خاصة ً, في حين أكد لافروف على وجود خلافات روسية مع المملكة حول مصير الرئيس الأسد.
لقد أثار كلام الوزير التافه غضب الشارع السوري , الذي لم ينتظر انتهاء المؤتمر الصحفي المشترك , و سارع إلى وسائل التواصل الإجتماعي , و أسمع الجبير و جميع من في أذنيه صمم ردا ً قاسيا ً .. في حين لم يتأخر الرد الرسمي للخارجية السورية في بيان عكس نبض الشارع السوري, و بما يليق بمملكة الإرهاب ووزيرها التافه.
نعتقد أن العالم أتعبته الحروب .. و بات يحتاج الكثير من الهواء النظيف, الخالي من الحقد و التطرف و التكفير, و بحاجة أكبر إلى عالم ٍ خال ٍ من المملكة الوهابية الحاقدة المتطرفة.