من أجل ذلك امتلك اليهود الإعلام!.. بقلم: د. بسام الخالد

من أجل ذلك امتلك اليهود الإعلام!.. بقلم: د. بسام الخالد

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٤ أغسطس ٢٠١٥

Bassamk3@gmail.com
الثقافة العربية الإسلامية كانت- ولا تزال- هدفاً للآلة الإعلامية الغربية، فالعداء الغربي للثقافة العربية الإسلامية تغذيه قوى معينة في المجتمعات الغربية على رأسها "اللوبيات" اليهودية والمنظمات الصهيونية، هذا العداء يستند بعضه إلى أحقاد قديمة تعود إلى تراث ضخم من الأدبيات المعادية للعرب والمسلمين، ويحرك بعضه الآخر دوافع سياسية وإيديولوجية واقتصادية، وقد وجد هؤلاء وأولئك في حالة الفراغ التي أحدثها انهيار المعسكر الاشتراكي وانتهاء الحرب الباردة فرصتهم السانحة لتأليب دوائر النفوذ السياسي والفكري والإعلامي في المجتمعات الغربية ضد الإسلام في محاولة جادة منهم لتنصيبه "عدواً جديداً" للغرب عوضاً عن العدو الشيوعي.
ومع تنبيهنا إلى أن النزعة العدائية للثقافة العربية الإسلامية لا يمكن تعميمها على الغربيين جميعاً، فإننا نرى أن هذه النزعة التي تحتل مساحة معتبرة في العقل الجمعي الغربي تنسجم مع مكونات ذلك العقل الذي يميل إلى الاعتقاد بالتفوق "اليهودي" الذي كرسته الصهيونية على مدى سنين طويلة في وسائل الإعلام الغربية، بينما كان العرب منشغلين بهمومهم القطرية المتخلفة!
لقد قامت السياسة الخارجية الإسرائيلية، منذ تأسيس "الدولة"، على هدف مركزي هو القيام بعملية تنظيف كاملة ومستمرة للطابع القومي اليهودي حيث استندت الدعاية الإسرائيلية بهذا الخصوص إلى مداخل فكرية ثلاثة:
1- الحقيقة الإنسانية التي تستتر خلف الوجود اليهودي.
2- فضل الوجود اليهودي على الحضارة الغربية.
3- النبوغ اليهودي.
وقد مكّن نجاح "إسرائيل" عسكرياً بعد حرب عام 1967 من تأكيد هذه العملية ونجاح الدعاية الإسرائيلية في تنظيف الصورة القومية اليهودية في العالم الغربي، على الرغم من أن الكيان اليهودي لم يقم على أساس قومي راسخ أصيل بثقافته ولغته وتقاليده ووطنه لأن اليهود لم يملكوا أي تراث خاص بهم، فمعظم ما مارسوه من لغة وثقافة وديانة وتقاليد وعادات مقتبس من الكنعانيين سكان فلسطين الأصليين، كما أنه لم يكن لهم وطن، هم طارئون على فلسطين, فكيانهم قائم على الدين, والدين عرضة للتغيير والتبديل على خلاف ما هي عليه القومية من ثبات لاستنادها إلى ثقافة ولغة واحدة ووطن واحد.
من أجل ذلك امتلك اليهود الإعلام، أحد أهم المنابر التي تحقق لهم نشر دعايتهم وأضاليلهم وتشويه صورة العرب، أعدائهم التاريخيين، ليبرروا اغتصابهم لفلسطين وغيرها من الأراضي العربية وليفرضوا سيطرتهم المطلقة على الرأي العام العالمي.
في كتاب بروتوكولات حكماء صهيون فقرة تقول: (صناعة الأدب والصحافة في مضمارهما, هما أشد عوامل التهذيب, ولهذا السبب ستكون حكومتنا مالكة مقود معظم الصحف ووسائل الإعلام, وبهذا التدبير نكون قد امتلكنا القوة الأولى الموجهة للرأي العام)!
لقد حقق اليهود الصهاينة جزءاً كبيراً من خططهم، واستطاعوا بناء "جزيرة" وسط بحر من الخلافات العربية!!