ما تعريف العاشق؟! ما تفسير الحب؟!.. بقلم: حسين عبد الكريم

ما تعريف العاشق؟! ما تفسير الحب؟!.. بقلم: حسين عبد الكريم

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٢٨ يوليو ٢٠١٥

صديقي صاحب إمبراطورية الكتب والنشر والمعرفة والتوزيع، لم أزل أسأله منذ التقيته قبل ثلاثين شوقاً وألفة:
أليس لديك قاموس للعاشقين والعاشقات؟!
وأين كتب تفاسير الأحباب والحبيبات؟!
لم يجب؟!
والمرأة الشاعرة لم تجب..
والحارات العتيقة نسيت أن تعبِّر عن هذه الهواجس والحواس..
بقي أمامي وأمام جيل واسع من الناس إجابة في قميص سؤال، وتوضيحات في عباءة الاحتمالات:
أحدهم أحب قريته، وراح يبحث عن تعريف لحبه، وفي نهاية المطاف:
القرية هي تعريف الصحيح لأحبابها..
والعاشق الذي ضاع عقله وراء عطر وعطف عاشقة مثقلة بالزهر..
العاشق أيضاً لم يجد تعريفاً لنفسه إلا العاشقة التي لحق بها وتتبع خطواتها  وردة وردة وعطراً عطراً واشتياقاً وراء اشتياق..
تصوروا أيها المتعبون من سيرة الفقد والبعد وهذيانات الخيانات الإنسانية:
كيف لحارة عتيقة أن توضح حيطانها وشبابيكها ودكاكينها وشرفاتها وأقبيتها وممراتها الجانبية والرئيسية بغير الجيران والأفراح التي تزور الأبواب والأحزان..
لا يوجد تعريف في أي كتاب أو معجم لأي حارة عريقة عتيقة سوى عراقة أشواقها وأصالة عاشقاتها وعشاقها.
لماذا لا نعتمد في مناهجنا الغرامية فن العواطف وشرح، لا تشريح الأحباب والحبيبات: النساء الفطينات، والقرى والبلدات الحنونات.. والمدن والحارات؟!
للأمكنة ألفتها.. وللحبيبة تاريخ واحد هو قلبها.. وهل بوسع قواميس القلوب أن تجد حروف هجاء إلا العواطف؟!
تعريف واحد للعاشق هو العاشقة.. وتفسير الحب هو الأحباب.. والمدن التي نحبها لن تعدم الوصيلة لتعريف نفسها بالمحبين..
شروحات على قد الأحلام، تولد من رحم الشوق، وفيما بعد الأشواق تؤلف المعاجم والتراجم!!