ردّ على "قلمي".. بقلم: سمير عربش

ردّ على "قلمي".. بقلم: سمير عربش

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٢٨ يوليو ٢٠١٥

ولئن أتى الردّ متأخراً، أفضل من ألا يأتي، أما الرد فهو على "قلمي" عنوان إحدى افتتاحيات "الأزمنة" قبل بضعة أسابيع.
بداية أعترف.. أني ما قرأت قبل الآن، مناجاة مفكر وقلم على ما أتت عليه من مستوى رفيع، يصح القول فيه: السهل الممتنع، ذلك أن المفكر د. نبيل طعمة صاحب المجلة وكاتب افتتاحياتها، يتمتع دائماً بدقة انتقاء الكلمة والجملة ليصوغ جملة تجد طريقها إلى القارئ من دون حواجز، لكن.. لابد من الأخذ بعين الاعتبار، أهمية الغوص بين مفرداتها، لاستيعاب ما يرمي إليه من أفكار نخبوية قلما افتقرنا لها، وقلما عثرنا عليها بين ما  تخطه أقلام الكتاب والأدباء والمفكرين في الصحف والمجلات على تعدد مشاربها.
وإن كنت لا أحاول النيل من تلك الكتابات، يمكنني التأكيد أن جلّ ما يكتب لا يقرأ، وفي وصف آخر، أقول إنه مجرد حشو ولغط، وهنا، تكمن العلاقة بين الكاتب وقلمه.
في مناجاة الدكتور طعمة مع قلمه، تشعر بوضوح أنك ارتحلت إلى عالم آخر، حافل بالصدق والأمانة والسلاسة، وبعيد عن أي مجاملة أو محاباة، تجدك أمام فكر نخبوي موجه إلى المثقفين على ندرتهم..
فالمثقف.. ليس كل من حصل على الإجازة الجامعية وما بعدها، وليس من زاول مهنة الكتابة، أو نظم الشعر.. وبكل أسى وأسف نقول إن ثمة أشباه مثقفين.
يمكن ألا أسمي مقالتي هذه، بعنوان ردّ على "قلمي"، لكن اختياري له، محاولة لفتح باب من السجال على نوعية كتابات اعتدنا عليها، ليس في افتتاحيات "الأزمنة" النوعية وحسب، بل على النوعية المميزة التي نجدها في سلسلة المؤلفات التي صدرت للمفكر طعمة والتي تنفرد في خطها المتصاعد، حيث تحار أين تحط رحالك منها، وأين يكمن إعجابك في هذا المؤلف أو ذاك.
على أي حال.. المناجاة مع "قلمي" امتلكت مشاعري، فكانت هذه الكلمات التي أتمنى أن تفتح أبواباً للنقاش.. فهل نقرأ ذلك في أعداد مقبلة من الأزمنة؟.