يا شام يا طربون الخلد.. بقلم: هنادة الحصري

يا شام يا طربون الخلد.. بقلم: هنادة الحصري

تحليل وآراء

الاثنين، ٢٧ يوليو ٢٠١٥

سلام عليك.. سلام عليك يا شام.. أيتها الطالعة من طرابين الخلد والمعجونة بحب الأولياء، هو ياسمينك يهذي ويفرد مواله في زواريب مشكولة بالتعب والجوري والأضاليا..
يا شام.. يا رئتي الأخرى، أيتها المسكونة حشرجة لهاثي، يليق بك عطر العز هل لك أن تنثريه رذاذاً ليتعطر به كل العرب..
أنت تنزفين وأنا مشروخة الروح، أعانق صبحك ومساءك ببساتين عيوني.. أكتب وينهكني الألم وأنا معهم أردد مع أن القلق يسكنني "الشام الله حاميها".
ولكن التساؤل يبزخ ونحن نحيا هذه الأزمة، هناك نماذج تؤلمني، عائلات تهجر من مساكنها فتفترش الحدائق والخيام والمساجد ويأتي المالك ليرفع ثمن مأجوره أضعافاً مضاعفة، وتحتجب المواد الغذائية فترة ليرتفع سعرها فيما بعد، وحتى الخضار ارتفع ثمنها وحجة البقال أن السماد مستورد!... غش، فساد، رشاوى، أنانية فهل أنعى إليكم تشوه الداخل، وعبث الفطرة وسوداوية رؤيتي يقال: إن الأزمات تجمع البشر وتقربهم فتصبح اللقمة واحدة والغطاء واحداً. ولكن أن ترتفع الأسعار وتفسد الأخلاق و... والجميع يتفرجون وتقول الشام الله حاميها !. إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فهل سيحمي الله الشام بكل ما فيها من فساد وسرقة لقمة العيش وعجرفة وجشع.
وفي المقابل هناك نماذج تقدم ما تملك من مأوى وغذاء ورعاية من دون ثمن رغم فقرها ألا ننحني أمام هؤلاء الذين لم تمت إنسانيتهم ؟..
نحن نعاني كثيراً ولعلمكم فإن معاناة الاكتئاب أصعب بكثير من ألم السرطان كما تقول النشرات الطبية الحديثة.
هي قصتنا نحن البشر المسحوقين، حيث يتم تحطيم حياتنا على صخرة الشر دعونا من هذه المذهبية الغريبة عن مفاهيمنا، ألا من عاصمة تشتعل تتأثر بمشاهد صور العنف والقتل.. فهل ثوب الدم يليق بالشام أم ثوب الياسمين ؟..
نريد أن نحيا ونصادق الحياة وكما يقول "ت.س إليوت: أين هي الحياة التي أضعناها في العيش."؟
أما آن لهذه العقول أن تعي أن سورية وطن العز سيضيع أبناؤها بهذه الندوب النفسية التي يتركها العنف على أطفالنا. انؤوا بعشقي، فيا للشام ولحروفي والعروبة..
وبزخم أخضر أقول يا شام ستعودين لتبقى راية العروبة مرفوعة ونتباهى بثوب العز الذي ترتدين منذ آلاف السنين.
تقول غادة سمان :" أحلم أن يعرف كوكبنا الحب والسلام وأن تصير أدوات الحرب في المتاحف وتتفرج عليها الأجيال القادمة ضاحكة من غبائنا".
ستشتعل ماّذن الشام تأذن بعودة السلام وأردد أنا سورية ولن أرفض نسبي.