الخروج من النفق..بقلم: د.اسكندر لوقا

الخروج من النفق..بقلم: د.اسكندر لوقا

تحليل وآراء

الأحد، ٢٦ يوليو ٢٠١٥

كثيراً ما تسود معتقدات بين الناس، هنا وهناك، تستدعي القراءة، وكثيراً ما تلعب هذه المعتقدات دوراً مؤثراً في تكوين أمزجتهم وذلك على نحو اعتقاد البعض منا بأن الأمل وحده هو سبيل الخروج من واقع مؤلم أو حرج، إلى واقع مرجو، كما انتظار لحظة انبثاق الضوء من قلب العتمة مع ولادة صباح جديد.
بيد أن ما يقلب هذه المعادلة، معادلة الأمل، إلى نقيض ما يرتجى منها هو أن يبقى المرء متمسكاً باعتقاده قائلاً: إن لا طريقة أخرى للتعامل مع متطلبات الانتقال من واقع قائم إلى واقع مرجو أو متصوَّر سوى انتظار لحظة انبثاق الضوء من قلب العتمة، وبمعنى ما من دون بذل أي جهد، وبذلك يكون أحدنا قد أدخل نفسه في نفق قبل أن يختبر درب الخروج منه بسلام.
هذه المسألة كثيراً ما شغلت بال المفكرين، وحملتهم على التواصل مع الذين يعيشون على أمل أن تتحقق أمنياتهم في الحياة من غير السعي للبحث عن سبيل الخروج من الواقع الذي يشكون منه لسبب أو لآخر. وغالباً ما يعاني أمثال هؤلاء الناس من طول زمن الانتظار الذي قد يسعفهم أم لا، لأن من طبيعة الحياة أن يجد الإنسان نفسه يغالب المصاعب التي يتعرض لها بين الحين والآخر، وذلك على غرار من يسعى إلى مغالبة الموج وهو لا يتقن السباحة.
من هنا القول بأن الأمل وحده لا يمكن أن يوصل صاحبه إلى برّ الأمان، لأن الأمل وحده هو وقوف في المكان – إن صح التشبيه – بينما السعي إلى ما هو مرجو، مع حافز الأمل في ذات الوقت هو دليل حركة، ولكن حركة مع معين. وبغير هذا المعنى من العبث أن يعتمد الإنسان على مجرد الأمل من دون أن يقرر، في آن واحد، تخطي ما قد يشكل لديه سبب إعاقة أمام دربه.
أحيانا يعتقد البعض من المفكرين أن الأمل هو غريزة لدى الكائن البشري، بيد أن هذه الغريزة لا بدّ أن تتعرض لاختبار. ومن حيث المبدأ لا بد من القول: إن إدراك الواقع واختبار سبل الخروج من النفق الذي يدخل المرء نفسه فيه، هو عامل مساعد لأن صلة الإدراك بالعقل هي سبيل معرفة كيف ومن أين يكون الخروج من النفق وبغير ذلك، يبقى الإنسان ينتظر واقعاً يتمنى أن يتحقق، وقد يتحقق أو لا يتحقق. لهذا القول باعتبار الأمل عاملاً مساعداً، لكنه ليس الأصل في مسألة كهذه.
iskandarlouka@yahoo.com