مات سعود الفيصل و لم تسقط سورية.. بقلم: أحمد الحباسي

مات سعود الفيصل و لم تسقط سورية.. بقلم: أحمد الحباسي

تحليل وآراء

الأحد، ١٢ يوليو ٢٠١٥

لن يترحم أحد في سوريا و في العالم العربي على سعود الفيصل ، هذا مؤكد ، مات سعود الفيصل و أصبح مجرد خبر عادى تناقلته بعض وسائل الإعلام العربية الدرجة العاشرة ، لن نصل حد الشماتة لان الموت حق لكن من حق الشعوب العربية أن لا تترحم على العملاء و الخونة بعلة أنه لا تجوز على ” الفقيد” إلا الرحمة ، لا يجوز أيضا أن نترحم على من وقف جنبا إلى جنب مع تنفيذ المشروع الصهيوني في سوريا و في فلسطين و في العراق و في مصر و آخرها في اليمن ، و من المستحيل أن ننسى أن سعود الفيصل قد كان شريكا طيلة عقود من الزمن في كل المؤامرات القذرة على الوطن العربي شأنه شأن العميل الآخر بندر بن سلطان و بقية عائلة المافيا السعودية الحاكمة ، و لعل الذين “يبحثون” اليوم بكل الوسائل اللفظية المتاحة عن “مناقب” الرجل يجدون صعوبة شتى فما بالك بكل الأبرياء و الشهداء الذين سالت دمائهم و انتهكت أعراضهم و تغير مصيرهم و اسودت الدنيا في أعينهم نتيجة مشاركة نظام المافيا في قتل الشعوب العربية و سفك دماءها الطاهرة .
خرج سعود الفيصل من الباب الخلفي لمسرح المؤامرة على سوريا ، سقط سقوط الخائبين المهزومين الجبناء ، لم تسعفه الحياة ليرى تحقيق حلمه بإسقاط النظام السوري ، فقط لان الحياة هي من ترفض أن يتواصل بقاء الجبناء و القتلة على مسرح الحياة ، من قبله سقط الملك عبد الله كبير القتلة و زعيم المافيا ، لكن سوريا لم تسقط و لن تسقط ، سقط محمد مرسى ليصبح حبيس قفص و أربعة جدران صامتة صمت القبور ، سينتقل محمد مرسى و مشروع الإخوان من القفص إلى القبر دون عزاء أو سرادق عزاء ، فقط ستبقى مصر المحروسة عصية على محمد مرسى و على السيسى و على كل العملاء الذين تركوا سوريا للضباع و للضياع ، سقط نيكولا ساركوزى كبير الكهنة و رئيس فرنسا الاستعمارية دون أن يتحقق الحلم و دون أن يحقق “وعده” للصهاينة بإسقاط الرئيس الأسد ، انكسر طيب رجب أوردغان كبير العملاء الأتراك و لن يصلى في الجامع الأموي لان الأنجاس لا يدخلون بيوت الله ، لان أصوات عائلات شهداء الشعب الأرمنى ما زالت في الأذهان .
سقط الجرذ السعودي القذر الذي دعا لإسقاط الرئيس بشار الأسد عسكريا دون ذرة خجل أو حياء ، سقط الذي رغم كل “المعوقات” البدنية و كل أمراض الدنيا التي نالت من جسده المسموم لم يتوان لحظة في استجلاب شياطين الصهيونية و شياطين المجموعات التكفيرية لحفلة شواء آدمية نفذها علنا على مرأى و مسمع من كل الشعب السوري و كل الشعوب العربية و تفننت قناة العربية الصهيونية في نقلها “للمشاهدين”حتى أصبح تطاير الرؤوس البريئة و الأشلاء الممزقة مسلسلا سعوديا كريها تتلذذ بمتابعته عائلة المافيا السعودية ، سخر سعود الفيصل ما تبقى من قوته البدنية و أشلاء قوته الذهنية ليصنع كل شيء و ليبحث كل شيء و ليدو لكل شيء من أجل إسقاط سوريا و قتل شعبها ، لكن الموت عاجلة بطعنة غادرة ليكون عبرة لكل الغادرين و العملاء.
لا عزاء لعائلة المافيا الحاكمة ، و لا عزاء لكل الذين سقطوا تباعا طيلة أربعة سنوات من مجزرة الدم و الإرهاب ، لا عزاء لهيلارى كلينتون ، لبرنار كوشنير ، لأحمد داوود أوغلو ، لمحمد مرسى ، لمحمد المرزوقي ، لحمد الصغير و الكبير ، لملك الأردن ، لخالد مشعل ، لطارق الحميد ، لتيار المستقبل ، لوسام الحسن و أشرف ريفي ، لمدام مي شدياق ، لتلفزيون الجديد ، للأخضر الإبراهيمي و كوفي عنان ، لتوكل كرمان ، لعصابات ليبيا التكفيرية ، لا عزاء لكل الذين صوتوا في مجلس الأمن لصالح المؤامرة ، لا عزاء لكل دكاكين عقوق الإنسان التابعة للصهيونية العالمية ، لا عزاء لبندر بن سلطان ، لا عزاء لكل الأصوات ” الإعلامية” الناعقة ضد تيار المقاومة ، لا عزاء لوليد جنبلاط ، لأحمد الأسير و فضل شاكر ، لا عزاء لبعض العملاء في فرع المعلومات اللبناني ، لا عزاء لعبد الحليم خدام و شلة ” المنشقين”.
سوريا ، الله حاميها ، هذا هو الشعار البسيط المعبر الذي أسقط كل عناصر و تفرعات المؤامرة الصهيونية التي شارك فيها سعود الفيصل مشاركة العملاء و مات بنفس مرتبة العملاء و الخونة ، ولان تراب سوريا قد شهد كل المؤامرات و سالت فيه دماء الأبطال فلن يكون الخائن سعود الفيصل العميل الذي سيأتي بما لم يأت به العملاء الأوائل، أو سيكون ” البطل” الذي سيعود إلى الرياض في جبة الفاتحين الصهيونية ، لذلك كانت اللحظات الأخيرة في عمر هذا العميل قاسية ، مروعة ، مليئة بمرارة الحزن و الإحباط، عاش سعود الفيصل نفس اللحظات التعيسة المؤلمة التي عاشها أريال شارون طيلة سنوات شلله و خروجه من مسرح قتل الشعل العربي إلى حين خروجه نهائيا من مسرح الحياة الذي لطخه بالدم تماما كما فعل سعود الفيصل ، بالتأكيد لن يترحم أحد على سعود الفيصل ، بالتأكيد الدماء و الشهداء لا يترحمون على العملاء ، بالتأكيد لم تفقد الأمة العربية بطلا بل تخلصت من عميل ، سعود الفيصل ، أيها الخائن ، إلى مزبلة التاريخ .