"حقائق الربع ساعة الأخيرة".. بقلم: صالح صالح

"حقائق الربع ساعة الأخيرة".. بقلم: صالح صالح

تحليل وآراء

الخميس، ٩ يوليو ٢٠١٥

يلاحظ المتابع للقنوات الناطقة بالعربية والمعادية لسورية وشعبها تخبطها الواضح في تغطية الأحداث في سورية، فعلى الرغم من براعتها في الكذب والخداع والتضليل والتزوير، وقدرتها الفائقة في صناعة الخبر وتوجيهه باتجاه الغاية التي نذرت نفسها لأجله، مستعملة كل الوسائل المهنية وغير المهنية في محاولة لإسباغ قليل من المصداقية على ما تروّجه من افتراءات، في إطار بحثها عن انتصارات وهمية تعطي مناصريها جرعة من الأمل والتفاؤل علهم يستعيدون بعضاً من معنوياتهم المنهارة نتيجة ما يحققه الجيش العربي السوري من إنجازات على كافة الجبهات، خاصة بعد قدرته على امتصاص الهجمات الجنونية التي قام بها تكفيريو داعش والنصرة، وحاولوا تصويرها على أنها المعارك الكبرى التي ستسقط الدولة وتشتت شملها.
ماحدث أعطى مفعولاً عكسياً وزاد المواطنين في الحسكة ودرعا وحلب وغيرها من المناطق على امتداد الجغرافيا السورية تمسكاً بوطنهم وبلدهم ودولتهم ومؤسساتها الشرعية، بالوقوف بشكل جدي وفعال مع رجال الجيش العربي السوري ونجاحهم بامتصاص الهجمة المسعورة وتجميدها في نقاطها الأولية وانهزامها وتفتتها على صخرة إرادته الصلبة، الذي تحوّل الى حالة الهجوم، وأظهر فيها حرفيته وبراعته وشجاعته، وبالوقت نفسه ظهر مجرمو العصابات التكفيرية ومشغلوهم فيما فعلوه من جرائم وكأنهم في سباق مع الزمن قبل أن تنتهي المدة المحددة لهم ويبتلعهم النسيان ويلقي بهم في سلة المهملات، كما حدث مع مجلس اسطنبول وأسيادهم في واشنطن.
فالربع ساعة الأخيرة تحددت، وعقارب الساعة الدولية تسير بسرعة، وصوت عقاربها تضغط على أعصاب الخائفين في “تل أبيب” والرياض والدوحة واسطنبول، لأن الأخبار العاجلة تتسارع على الشاشات معلنة أن المفاوضات بين طهران وواشنطن على وشك الوصول الى اتفاق، على الرغم من إمكانية استمرارها عدة أيام أخرى لاستكمال بعض التفاهمات، وأوباما ينعي فاعلية التحالف الدولي بتأكيده أن هزيمة “ داعش” تحتاج لوقت طويل، عكس ما يروّج له حلفاؤه في المنطقة بأنهم قادرون على الحسم السريع.
والأوضح والأكثر ضرباً على أعصابهم الإشارات الصادرة من موسكو، والمؤكدة على دعمها للرئيس الأسد، وتمسكها بقيادته، وعدم قبولها بأي خطط لحل الأزمة من دون وجوده، لأنه صمام أمان وقاسم مشترك للباحثين عن حل وفق رغبات الشعب السوري.
الكل ينتظر إسدال ستارة الفصل الدموي بمأساويته والانتقال الى الفصل النهائي بعد أن اتضحت ملامح الحسم ولم يبقَ إلّا أن يعلن جميع الخاسرين القبول بها والرضوخ لإرادة الشعب التي لا تُقهر.