على كل الجبهات.. بقلم:كامل يوسف

على كل الجبهات.. بقلم:كامل يوسف

تحليل وآراء

الاثنين، ٦ يوليو ٢٠١٥

الأحداث التي شهدتها مصر، خلال الأيام القليلة الماضية، وعلى وجه التحديد، منذ اغتيال النائب العام المصري، المستشار هشام بركات، مروراً بمواجهات شمال سيناء، ووصولاً إلى تصدي الداخلية المصرية لجرائم العناصر الإرهابية، تؤكد من جديد، ما سبق وعي الشعب المصري إلى استيعابه وإدراكه، ومن ثم الانطلاق إلى العمل على أساس.
إن ما يواجهه الشعب المصري، هو الصراع على كل الجبهات ضد قوى إجرامية، لا تفتقر إلى خلفية تنظيمية بعيدة الأمد، وتتحرك بالتنسيق مع شبكة دولية، كانت ولا تزال تحلم بالسيطرة على منطقة واسعة من العالم، والآن، وقد أحبطت مصر مخططاتها، فإنها تلقي بكل قواها في محاولة يائسة لفرض حضورها.
يلفت نظرنا حقاً، اندفاع وسائل إعلام أجنبية إلى محاولة تكريس أرقام وإحصاءات ومفاهيم أبعد ما تكون عن الدقة في رصد هذه الجولة الأخيرة من تصدي مصر من تحرك القوى الإرهابية على أرضها، حيث ذهب بعض هذه الوسائل إلى الحديث عن «العصيان» و«التمرد»، وتوقع «فوضى» في المسيرة المصرية.
التصدي الجسور والقوي من جانب الجيش والشرطة والشعب في مصر لهذه المؤامرات الإرهابية والإجرامية وإحباطها، برهن من جديد على أنه لا سبيل إلى عرقلة مسيرة مصر.
من هنا، تأتي أهمية التشديد على المواجهة الميدانية المصرية لكل هذه القوى الإجرامية، في الوقت الذي لا تتوقف حركة البناء والإعمار والتنمية على أرض مصر.
هذه المواجهة على كل الجبهات، ليست جديدة على مصر والمصريين، فتاريخ الشعب المصري حافل بمراحل مماثلة من النضال، ويلفت نظرنا، أن الأشقاء العرب يقفون إلى جانب مصر بقوة، وفي حضور باهر، إدراكاً منهم أن المحاولات الإجرامية للنيل من مصر، إنما هي جزء لا يتجزأ من محاولات أوسع نطاقاً للنيل من الأمة العربية بأسرها.
لسنا نشك في أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد المزيد من مبادرات مصر لضرب من يحاولون النيل منها، أو من أشقائها العرب، والذين تصوروا أنهم سيفلحون في تشتيت جهودها، سيعرفون قدرتها على التحرك على كل الجبهات بحزم وفعالية، ولن تجديهم المؤامرات ولا التلاعبات الإعلامية العبثية.