(نسونجي)؟! منذ ثلاثين عاماً وحلماً متورّط باللغة والمرأة؟!.. بقلم: حسين عبد الكريم

(نسونجي)؟! منذ ثلاثين عاماً وحلماً متورّط باللغة والمرأة؟!.. بقلم: حسين عبد الكريم

تحليل وآراء

الاثنين، ٦ يوليو ٢٠١٥

 (نسونجي)؟!
طبعاً: نسونجي.. وهل يعيبُ الشاعرَ أنه نسونجي؟! وهل يعيبُ أي كائن يتوصَّى خيراً وعشقاً وذوقاً بنفسه أنه (نسونجي)؟!
هل يُصبح واحدنا – لا سمح الله وقدّر – (رجلجي)، حتى يَرضى المصطلح أو ترضى المفردات الاجتماعية الدَّارجة؟!..
منذ وعيتُ الأحلام والكلام، وأنا (نسونجي) أُغرّب بين الجملة والجملة، والحلم والحلم، والشوق والشوق..
متورّط باللغة والمرأة، ويُسعدني أن أبقى متورّطاً بهاتين القمتين والهاويتين...
والقلقين والعافيتين...
أبحث عن ضفّةٍ كما يبحث النهرُ!!..
أسأل عن بيانات الأشجار كالمطر...
أتعلّم محكيَّة السواقي من جريان الجداول..
وحيناً بعد حينٍ أتدرّب على النُّطق في حضرة كُحلِ امرأة.. وحلماً وراء حلم أصطفُّ كطلاب المدارس الابتدائية إلى جوار أنوثة خرساء أو ناطقة.. الأنثى أجمل/ترادفْ وأسبلْ واسترحْ/ في تاريخ الوجدان البشري..
هل قتل وعينا إلا جهلُ ذكورة هذا الشرق بـ ترادفات النساء المبدعات والجميلات؟!
نترادف مع الغرائز، حول حافة الجوع والتهوُّر.. ونُصغي إلى عقل الغرب وهو يقودنا من خراب إلى خراب ومن جرب إلى جرب، ولا نعرف أن نتعاون مع صراحة الأمهات، من أجل أن تحيا الليالي بالسّهرْ، والبساتين بالزَّهرْ والكلمات بالسّمرْ.. نخون رُقيّنا بالعيوب، التي لا تساوي أملاً واحداً أو مودّة واحدة..
(نتعقّد) وتسوءُ أمزجتنا، ولا نُحسن التواصل مع أبسط البساطات المحلية التصميم والصنع؟!
حسين عبد الكريم الـ (نسونجي) بكامل بساطته ولغته الريفية أو المدينيّة... الحقولية أو الحاراتية، البستانية أو البحرية.. وأحسنُ مني الكثيرون... الكثيرون.. وأجمل من لغتي لغات، وأجمل من حبيبتي.. لا أعرف..(نسونجيون) من كلِّ الجغرافيا والأزمنة والأمكنة..
الـ (نسونجي) مهنة القلب، وهو يسافر من قُبلة إلى قُبلة، ومن موقف كتابة إلى موقف آخر كـباصات النقل العام.. متورّط بالحلم إلى آخر الحلم.. مع الفقر ومن غيره، مع الرخاء ومن غير رجاء.. ومتورّط بالمرأة إلى أقاصي تعابيرها وجنونها وأنفتها وضائقتها وفرحها ومسراتها..
ومع كلَّ ورطاتي ورطة الورطات اللغة التي أتشبّه بها وأفاخر، كما يفاخر النبع بطفولة غابة، والقنديل بهذيان العتمة الأسرار.