( ضبوا الشناتي) .. بقلم: غسان يوسف

( ضبوا الشناتي) .. بقلم: غسان يوسف

تحليل وآراء

السبت، ٤ يوليو ٢٠١٥

تقول أغنية مسلسل ضبوا الشناتي لإياد الريماوي " سفرني ع أي بلد واتركني وانساني.. بالبحر ارميني ولا تسأل.. ما عندي طريق تاني.. مو طالع شم الهوى ولا رايح غير جو.. بيتي بالضرب هوى، ودخان الحرب عماني.. اتركني حاول مهما كان.. أنا بالآخر إنسان.. سميها نزوح أو لجوء إنساني.. سفرني ع أي بلد واتركني وانساني ".
هل سنسافر نحن السوريين جميعا إلى بلاد الله الواسعة.. هل سنحمل آمالنا وأحلامنا وندور بها في أرجاء العالم؟!
هل سندفن ذكرياتنا وأفراحنا في مسقط رأسنا، ونحمل همومنا وآلامنا وندور بها كما حمل المسيح صليبه، وتحمّل آلامه وكظم غيظه على عذاباته؟!.
هل سنهاجر كما هاجر نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) ليعود قوياً فاتحاً مسالماً رحيماً غافرا لمن عذبوه وأجبروه على الهجرة؟!
لا خوف من سفر السوريين إلى أي بلد، لأن السوري أينما حل فسيكون فاعلاً في مجتمعه، محباً لجيرانه وأصدقائه، كريماً مع القريب والغريب، وهذه ليست شوفينية.. لكنها حقيقة.
قد يقول البعض: تمهل.. نشاهدهم على الشاشات وفي المؤتمرات يتشاتمون ويتقاتلون فيما بينهم؟.. نعم، ولكن هؤلاء حفنة من السياسيين المرتزقة، هؤلاء هم من باعوا عيسى بالفضة، ومن قاتلوا محمداً لآخر رمق وعندما انتصر عليهم قال لهم: من دخل بيت أبي سفيان فهو آمن.
السوريون مبدعون بطبيعتهم، بناؤون في صميمهم، رسامون بريشتهم يعشقون الحياة، لذلك لا خوف عليهم، ولا يوجد متسع هنا لأعدد لكم كم من العلماء والفنانين والمبدعين ينتمي لسورية، لكني واثق أن السوري خير وبركة أينما حلّ.
سيتذكر الجميع سفر الفينيقيين والآراميين والأمويين والفاطميين والسوريين في العصر الحديث، ليفخر كل سوري بقرطاجة والقاهرة وقرطبة.. الخ، ونتذكر أصدقاء أحبوا السوري المهاجر فأتوا ليروا ما هي هذه السورية ؟! ولم يكن آخرهم صديقنا الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز !