ماذا يتبقى من زمن الإنسان؟!.. بقلم: حسين عبد الكريم

ماذا يتبقى من زمن الإنسان؟!.. بقلم: حسين عبد الكريم

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٢٣ يونيو ٢٠١٥

لي صديق مثقل بشرعية الحبّ الوطني والصداقات يزور جلستنا، ساعتين أو ساعاتْ، ثم يمضي تاركاً زوابعه الحسناء فوق الطاولاتْ.. ينسى أو (يخلّيها) قصداً الألفة عند صحن الكلمات.. تفرح الضحكات، وبالتركاتْ؟!
يسأل عن ذهابه الأصدقاء.. والصديقاتْ..
ماذا يتبقى من هذا الصديق، سوى أصدائه والخصائص الجميلات؟! يزرع في حقول حكينا الأفعال والأسماء والكناياتْ..
يدردر في الفضاءات أجن ما عند الوداعات.. من لقاءات، والأوفر حظاً عنده البشاشات بقدر ما نعتني بوجداناتنا تحيا الحياة.. وحين يهملُ العاشقون الكلام الجميل تهرمُ اللفتات، تليق بالأسياد والسيدات..
بلا محاسن الألفة الوقورة والشرسة تطرأ أحزان على العشاق والعاشقاتْ، وتكتب ميلاد ذعرنا النكباتْ.. ومرة تلو مرة تحضر الكآبات.. تقتل ما تفاصح في حنين النفوس النكاياتْ!؟
أيها الصديق الجسور الحكايات.. المتين جداً وجدين في صد ويل الأزمات، وعبور خطوط طول وعرض التعب المستميت، والتعاسات، ألا يحق لجمعنا والمفردات تعميم زمن روحك، حتى نؤنسن اللحظات!؟ أنت نبع في هواجسك الكثير الكثير من محاسن الدفق والجريان والضفات..
لا تقل: هذه الأسرار، لابد من سترها، كيلا (يُعلم) على أخلاقنا المثقلون بـ(التعقيدات)!!
حظنا يا جميل العطاءات أننا لم نزل نحتفظ ببعض بعض النبوءات والتحيات والأناشيد العاليات.. لسنا نود يا سيد المودات أننا عُزل من قصائد الأشجار والأزهار..
عندنا، رغم سخط الأزماتْ، عزم قناعات..
كل فؤاد خبأ الحب في عنابره القديمة والحديثة، وراح (ينطرُ) عيشه والعزاءات: يعزي فقده الفقد.
ويرفض أن يتخلى عن بقيات العناقات العنيدات!!
لن نقول: مات الآباء والأمهات..
وماتت العلاقات؟!
ماذا يتبقى- برأيكم- من زمن الإنسان، سوى الكرامات والصداقات والعنيد الجسور من المودات؟! لن تقومَ، الثرثرات، مكان حكمة الأحلام والأحاديث العميقات..
ما رأي عينيك أيها الصديق العتيد: هل نرمي محاسنك في سلة النسيان والكتمان كرمى لـ حساد، لا تتسع عقولهم وحقولهم لـ موسيقا (الرونق) والعذوبات؟
ليس من حق السر قطع علاقة الخصائص الإنسانية بالعلن، بدعوى التستر..
المحاسن الإنسانية العلنية مثل أعطيات الطبيعة لـ(جميعنا): كـ النبع لأي حقل وبستان وغابة.. ومثل الجريان لأي ضفة، ومثل الضوء لأي بصر وبصيرة، ومثل القناعة لأي حقيقي وحقيقة..
ومثل اللياقات لأي لائق ولائقة..
لا يحدُّ القلوب الجميلة سوى الزمن الإنساني البديع!؟!