الجيش السعودي ، الفضيحة التاريخية

الجيش السعودي ، الفضيحة التاريخية

تحليل وآراء

الجمعة، ١٩ يونيو ٢٠١٥

لن نكتب طبعا عن الأرقام الخيالية التي تصرف في سبيل شراء السلاح ، كل هذا من باب تجنيب المتابع العربي بعض الصداع في هذا الشهر الفضيل جعله الله مباركا للجميع ، و سنكتفي ببعض التلميح دون التشريح ، ذلك أن ميزانية الدفاع السعودية هي من بين الأعلى في المنطقة و في العالم ، و عندما تتحدث لغة الإحصائيات المتابعة و الأرقام التدقيقية بكون هذا الجيش الكرتوني يأتي في آخر سلم الجيوش في المنطقة من حيث التأهيل و القدرة القتالية الجيدة إضافة إلى فقدانه للعقيدة القتالية المطلوبة بقوة في كل جيوش العالم لتفرض إرادتها و سيطرتها على الجيوش المعادية فإنه من الثابت أن الجيش السعودي هو فضيحة بجلاجل من فضائح الكيان السعودي الغاشم .

لقد اتضح منذ بعض الأسابيع التي دعي فيها هذا الجيش الصهيوني لتدمير اليمن بمن فيه و على من فيه كنوع من الخدمات اليومية المختلفة التي يقدمها نظام المافيا السعودي ، أن هذا الجيش الذي سعت وسائل الإعلام الخليجية المتآمرة على مصالح المنطقة العربية إلى تصويره في قالب أسطورة مثلما يفعل جيش ” الدفاع” الصهيوني عند كل اعتداء همجي قذر على الشعب الفلسطيني ، قلت هذا الجيش هو جيش لا يستحق مجرد لقب جيش رغم المليارات النفطية التي تم صرفها في صفقات تسليح يعلم الجميع أنها صفقات ذهب نصفها في جيوب و حسابات ملوك الطوائف الإرهابيين السعوديين ، لا يستحق لقب جيش ، سواء من ناحية عقليته القذرة التي استباحت قتل آلاف المسلمين اليمنيين بالغدر و شعور الكراهية لأنه جيش بــلا أخلاق و بلا دين و لا ينتمي إطلاقا للأمة العربية الإسلامية ، أو من ناحية أنه جيش بلا قيادة قادرة على صنع الانتصارات تربت في وحل الخيانة و الهزيمة الداخلية و الاعتماد على الحماية الصهيونية و الأمريكية ، أو بسبب بكونه جيش لا يدافع عن قضية على اعتبار أن القيادة نفسها لا تملك قضية.

سبق لهذا ” الجيش ” أن هزم كرات و كرات أمام الجماعات الحوثية القليلة التسليح ، إن لم نقل المنعدمة التسليح ، في نزاعات سابقة ، و قد مثل ذلك في حينه مدار حديث سخرية المتابعين و تم نعت هذا ” الجيش ” الهلفوت بكل النعوت الهابطة الممكنة ، و هو الآن يتعرض رغم حملات التعتيم الخليجية التي فقدت ماء الوجه إلى جملة من الانتقادات اللاذعة بعد أن عجز تمام العجز رغم قوته النارية الجوية ورغم مساعدة المخابرات الحربية الصهيونية و بعض الدول ” الشقيقة” المنتمية للمحور الصهيوني مثل مصر و الأردن ، قلت عجز تمام العجز على “النزول” من برجه الطائر لقتال الشعب اليمنى الأعزل ظنا منه ، و على نفس الرأي الصهيوني في عدوان تموز 2006 و في كل حروب إسرائيل السابقة أن الهجوم الجوى و الضربات الجوية ستهزم الروح المعنوية للشعب اليمنى و تفرض عليه رفع الرايات البيضاء و القبول بعودة المرتزق الصهيوني عبد ربه منصور إلى سدة الحكم في اليمن تماما كما حصل في أفغانستان بتنصيب هذا الأراجوز حميد قرضاى .

واضح أن هذا ” الجيش” الفاشل بالفطرة و بالولاية و بالتبني ليس مؤهلا للقتال على الأرض ، و لا يملك عقيدة قتالية و لا يقبل تماما بالموت من أجل حفنة من أمراء الخيانة السعوديين ، و هنا ، يجب أن نقف بكثير من الانتباه لنفهم مغزى “تكوين” السعودية من البداية لهذه الجبهة التي شاركت في عاصفة الحزم القذرة ، و لماذا تصدت وسائل الإعلام السعودية بسقم ملاحظاتها لكل طرف تهاون أو امتنع عن المشاركة ، فالقيادة السعودية كانت عالمة من البداية بعدم قدرة “جيشها” على التعامل مع الشعب اليمنى و بأنها ستكون مجبرة في نهاية الأمر على مواجهة هذا الشعب على الأرض اليمنية ، و لذلك فضلت أن تراهن على قدرة الجيوش المصرية و الباكستانية على سبيل المثال للقيام بمهمة ذبح الشعب اليمنى و القضاء على كل أنفاس مقاومته الشريفة ، لكن هذه الدول المرتزقة التي تعيش على فضلات اللوبي الصهيوني لم تكن في مستوى الأماني السعودية و زاد رفضها في تعرية العجز القتالي السعودي .

ما يثير الاهتمام في هذا الموضوع أيضا ، فشل حملة النباح الرعناء التي تكفلت بها المؤسسة “الدينية” السعودية و بعض جيوب الإعلام القذر لتشريع و شرعنة قتل الشعب اليمنى ، و أن يتحول “رجال دين” فاسقون يحتكرون سلطة القرار إلى شياطين فكرية تحرض على سفك الدماء و قتل الأبرياء فإنها سقطة مدوية أخرى تضاف إلى سقطات ما يسمى نفاقا بعلماء الدين السعوديين الذين تلطخت أياديهم بدماء الشعوب العراقية و السورية و كثير من البلدان العربية الأخرى ، و بعملية جمع و طرح فكرية يمكن القول بدون رياء أن هذه المملكة قد تحولت إلى قطيع من المافيا من الأسفل إلى الأعلى و من الأعلى إلى الأسفل و أن هذا القطيع السعودي المارق يلاقى اليوم من بقية الشعوب العربية كل اللعنات و الإهانة و الكراهية و الاحتقان، هذا ما فعلته السعودية و هذا ما جناه “جيشها” الجبان، نقولها إلى حين أن يتكفل الشعب اليمنى بحساب هؤلاء المرتزقة و لو بعد حين .