والحبل على الجرار.. بقلم: د. إسماعيل مروة

والحبل على الجرار.. بقلم: د. إسماعيل مروة

تحليل وآراء

الاثنين، ١٥ يونيو ٢٠١٥

منذ أيام وقفت على كتاب اسمه يدل على أهمية، واختيار العنوان جعل الكتاب بيّاعاً، استمحت صاحب المطبعة المهني الطيب وأخذت نسخة منه، وبعد قراءة الكتاب وضعت حوله ملاحظاتي العديدة المهنية المنهجية والفكرية واللغوية، وهالني ذلك الكم من الأخطاء اللغوية الصريحة والتي لا لبس فيها، الأمر الذي وصل إلى الخطأ بالفاعل والمفعول به، ولك أن تعرف فداحة الأخطاء، أما المصادر والمراجع فتم إغفالها بشكل تام، وزعمت أن الأخطاء الواردة تعود إلى المصادر التي لطش منها صديقنا كتابه البيّاع التجاري، وعدت لأبرئ المصادر التي لا يمكن أن يصل جهل أصحابها إلى هذا الحدّ، وعند مروري أمام صاحبي المهني الطيب ناقشته في الكتاب وأهميته، وفوجئت به يقول لي: بعد أيام أعطيك كتاباً جديداً، وعنوانه بيّاع أيضاً، سألته عن مؤلفه فقال لي: أنا!! نعم لا تعجب إنه مؤلف، وحين تابعت الموضوع عرفت أن صاحب المطبعة – مع طيبته- له أربعة مؤلفات، ويستعد لدخول عضوية اتحاد الكتاب العرب، وهو الذي لم يحصل على الإعدادية، وليس من طلاب حلقات العلم، ولم يستطع كتابة حرف واحد، هذا دفعني للمتابعة، فعرفت أن الكتاب الأول الذي أشرت إليه (ملطوش) مسروق من النت، وكل ما فعله صاحبه أنه حذف اسم المؤلف ووضع اسمه، ووثوقاً بالنت ومرجعيته لم يكلف صاحبنا نفسه عناء مراجعة الكتاب، وهو مدقق لغوي كما علمت، وكذلك صاحبه الذي طبع له كتابه فعل الفعل ذاته، فاستلّ كتباً من النت ووضع اسمه عليه!!
بعد وقت سيصبح الكاتبان أعضاء اتحاد الكتاب العرب، وسيجدان من يقدم لهما العون للانتساب بهدية وبغير هدية، وربما يصبح أحدهما رئيساً للاتحاد أو عضواً في المكتب التنفيذي أو عضواً في لجان التقويم والترشيح وسواها من اللجان!!
رقابتنا تتوقف عند عبارة سياسية، وعند فقرة توصف بالخادشة، وعند العلاقات، ولكنني أسأل: لماذا لا تكون الرقابة فنية في فن التأليف، وليس في الفكر وحده؟
كيف يمر كتاب مسروق من النت، ولا يمر كتاب نهضوي؟
فوضى التأليف والشعر
فوضى التصنيف والنشر
فوضى تحيط بنا من كلِّ جانب
فهل نجد ضوابط ذاتية قبل أن تكون خارجية؟
أرجو أن نعي لماذا لا نثق بكتابنا؟! أن نعرف لمَ يعزف القارئ عن قراءة الكتاب العربي والمحلي؟!
كلنا شعراء!
ولكن من منا شاعر بإحساسه، ومن منا شاعر للقراءة؟!