طفل أنقرة المدلل مندوب مبيعات للمشاريع التركية والسعودية

طفل أنقرة المدلل مندوب مبيعات للمشاريع التركية والسعودية

تحليل وآراء

السبت، ٣٠ مايو ٢٠١٥

على ستايل نجوم الدراما التركية في الموضة، جلس طفل أنقرة المدلل في أحد المقاهي الفخمة ليلتقي بصحيفة سعودية لا تقل دلالاً عنه، خالد خوجة رئيس ما يُسمى بالائتلاف المعارض مع مندوب صحيفة عكاظ السعودية تقابلا لإجراء حوار مقتضب، تضمن الحديث عن مشروع أنقرة الذي تعهد بتسويقه في كل مكان يذهب إليه.

 خوجة كشف للصحيفة السعودية بأنه حمل في زيارته الأخيرة إلى واشنطن خطة لما أسماها بحماية المناطق "المحررة" من القصف الجوي، والبدء بحوكمتها، أي إعلان حكومة انتقالية فيها، ولم ينسى خوجة أيضاً تسويقه للأسطوانة السعودية أيضاً، من خلال التطرق لمذهبة الصراع والتذكير دوماً بمسألة الأكثرية والأقلية، لا سيما عندما تحدث عن وجود أكثرية تقارب 75% من الشعب تنتمي لمذهب معين، زاعماً أن جزءاً كبيراً من تلك الاكثرية قد هُجر وهرب خارج البلاد ما يدل على عملية تغيير ديمغرافي في القطر وبالتالي تناقص في عدد تلك الأغلبية.

 كما تحدث خوجة بلكنة منفصلة عن الواقع عندما قال بأنهم سيعطون الثقة لكل المكونات السورية، من خلال مشاركة كل الطوائف في حكم المناطق التي يسميها "محررة" باستثناء من أسماهم عناصر "الشبيحة" وكل من تورط بالدم السوري!!

ولم يفت خوجة أيضاً أن يدحض الاتهامات القائلة بسعي المعارضة إلى التقسيم مرجعاً ذلك التقسيم إن حدث بأنه لن يكون من قبل السوريين بل قد يُفرض من الخارج في حال حدوثه!.

خطة خوجة لحماية تلك المناطق جوياً، ما هي سوى مسودة تركية أُعطيت له ليسوقها كمندوب مبيعات في أروقة القرار الغربية وعلى رأسها أمريكا، أنقرة وبحركة مكشوفة أرادت أن توهم الأمريكيين بأن رأي تلك المعارضة من رأي الحكومة التركية فيما يخص تأمين حماية جوية للمناطق التي تسيطر عليها، ومن أكثر حضوراً من تركيا لتنفيذ خدمة كتلك؟!

الأمر الذي يأتي متمماً للاتفاق الأمريكي ـ التركي بتقديم الدعم الجوي للجماع المسلحة، وبذلك تكون تركيا قد أصبغت نوعاً مما تسميه بالشرعية على اتفاقها مع الأمريكي، بمعنى آخر أن من يُسمون أنفسهم بالمعارضة وجماعاتهم المسلحة ومؤيديهم، كل هؤلاء على توافق وتماهي مع أنقرة في مساعيها.

 أما فيما يتعلق بالحديث عن التقسيم، وتطرق خوجة إلى نظرية "الأكثرية المذهبية والدينية" فهو بحد ذاته دليل إدانة للعقلية التي تحكم "الائتلاف" ومن ورائه، لأن مجر التحدث بمنطق "أكثرية وأقلية" دليل على العقلية التقسيمية في اللاوعي لدى هؤلاء، وهذا منطق سعودي قبل أن يكون منطقاً تركياً، ولنقل بأن خوجة تعهد حمل مسروعين لتسويقهما الأول مشروع حماية المناطق جوياً من قبل تركيا، والمشروع الثاني تكريس الفكر المذهبي على الطريقة السعودية من خلال الزعم بحدوث تغيير ديمغرافي للأكثرية في سورية ووجوب التصرف حاليه.

 أخيراً لا بد أن نعرّج أيضاً على التناقض الصارخ في كلام خوجة، حيث قال بأنهم سيعطون الثقة لكل المكونات وسيشركونها بحكم المناطق التي يسيطرون عليها، والسؤال هنا هل يوجد تنوع عقائدي وعرقي في المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة؟

 إن كان حتى المنتمين مذهبياً ودينياً من ناحية الظاهر لتلك الجماعات لا يسلمون من العقاب والقتل لأتفه الأسباب أو لتهمة تأييد الدولة، فكيف بهؤلاء المختلفين مذهبياً ودينياً أو عرقياً؟

في النهاية ليس خالد خوجة سوى ورقة تركية بدأت رائحة احتراقها تزكم الأنوف، ولن يتم التعويل عليه مرةً أخرى، هو اخُتير لأنه مواطن تركي وفي ذلك دلالة معنوية على المد التركي في الجسد المعارض، إلا أن السعودي لن يرضى بذلك وسيقاتل ليقدم أحد صبيانه في الفترة اللاحقة، كذلك فإن التنافس الحاد بين شخصيات معارضة طاعنة في السن ولها تاريخ لن تقبل بأن يأتي أحد صبيان اليوم ليتسيد عليها.