مواجهة حرب الجيل الرابع واحتواء  للفوضى.. بقلم: ميساء نعامة

مواجهة حرب الجيل الرابع واحتواء للفوضى.. بقلم: ميساء نعامة

تحليل وآراء

السبت، ٣٠ مايو ٢٠١٥

أطبق العدو الصهيوني على الصدر العربي بحمى الفوضى ووصفها بالخلاقة تارة والبناءة تارة، لكن الفوضى فوضى ولا يمكن أن تكون خلاقة أو بناءة إلا بالنسبة لأصحاب النظرية، أما بالنسبة للشعوب المطّبقة عليهم النظرية فهي هدامة وقاتلة ومدمرة.
وبناء على معلومات موثقة في مراكز أبحاث أمريكية تسيطر عليها الصهيونية العالمية حكماً، يتصدى الجيش العربي السوري ومحور المقاومة لحرب الجيل الرابع 4W.
 وحرب الجيل الرابع يعرفها الخبراء، بأن من ضمن أهدافها، إشعال الفوضى في الدولة المستهدفة، لتتحول إلى دولة فاشلة، وقد  فصل الأمر البروفيسور الأمريكي ماكس مايورا ينك، في محاضرة له أمام معهد الأمن القومي "الإسرائيلي"، شرح فيها أن عناصر حرب الجيل الرابع تتمثل في استثمار النشاط الإرهابي، ووجود قاعدة إرهابية متعددة الجنسيات داخل الدولة المستهدفة، تمارس تكتيكات حرب العصابات.
إذاً الهدف الواضح للفوضى نشر العناصر الإرهابية وممارسة أبشع أنواع الجرائم الجماعية من قتل وذبح وتنكيل وأكل الأكباد في مؤشر إلى إعادة الدول المستهدفة إلى قرون بعيدة من الجاهلية والقضاء على حضارة الشعوب وامتدادها الإنساني والتاريخي وسرقة علنية لثروات الشعوب التي تطبق فيها الفوضى المدمرة.
 الآن والأمر قد وقع بعد أن تحولت النظرية الصهيوأمريكية إلى واقع مدمر لوطننا العربي كيف يمكن مواجهتها والتصدي لها؟ السؤال كبير جداً ولا أدعي القدرة على الإجابة لأن من أنتج نظرية الفوضى الخلاقة، لم يرسم حدودها ويضع برمجيات تطبيقها بين ليلة وضحاها، بل من المؤكد أنها استنفرت طاقات بشرية هائلة ومراكز أبحاث ضمت نخبة من علماء السياسة والحرب والمجتمع.
وللوقوف في وجه حرب الجيل الرابع ووسيلته "نظرية الفوضى المدمرة" لشعوبنا ووجودنا لابد من حشد نخبة الطاقات البشرية ونخبة من علماء السياسة وخبراء الحرب وتمويل سخي لمركز أبحاث يستنبط الحلول ويضع الفرضيات ويحلل الأسباب ويستقرأ النتائج، وإلغاء جميع المراكز الوهمية التي تقتصر مهمتها على رصد إعلام العدو وإعداد التقارير الصحفية.
ومع الهجوم المرعب لجيوش الإرهاب الذين ولدوا من رحم نظرية الفوضى الخلاقة أصبح من الواجب الوطني الكف عن حالة الاسترخاء واستنزاف الأموال العامة بحجة إقامة مراكز أبحاث متعددة التسميات فارغة المضمون، والدعوة الجادة لتبني مركز أبحاث على مستوى الحدث الجلل الذي يتربص بأمتنا ووجودنا وماضينا وحاضرنا وتبني هذا المركز يجب أن يكون على مستوى دول محور المقاومة مجتمعة. عندها سترتد نظرية الفوضى الخلاقة على واضعيها بكل ما حملته إلينا من ويلات وخراب.
فهل نبدأ؟.