الرياض تخسر في اليمن وطهران تربح

الرياض تخسر في اليمن وطهران تربح

تحليل وآراء

السبت، ٢٣ مايو ٢٠١٥

لن تستطيع كل ربطات العنق والبدلات الفاخرة أن تحول بدوياً في صحراء الربع الخالي إلى سياسي حذق أو دبلوماسي رصين، عادة الحقد متجذرة في كل نبرة وتصريح يصدر من عاصمة آل سلول ضد كل من يخالفها " الحوثيين، السوريين، الإيرانيين، المقاومة اللبنانية، العراقيين.. الخ".
لا يستطيع البدوي "السعودي" أن يحتمل فكرة تكبده تكاليف الحرب على اليمن من دون احتكاره لجميع الربح الذي من أجله شُن العدوان على الشعب اليمني، أكثر ما يثير حنق السعوديين الآن هو كيف لإيران أن تكسب مما يجري في اليمن من دون أن تخسر قرشاً واحداً، فيما الرياض دفعت ولا تزال تدفع مئات ملايين الدولارات كتكاليف لعدوانها.
لقد كانت مطالبة الحوثيين للمبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إشراك إيران في أي مباحثات سلام برعاية الأمم المتحدة، بمثابة صفعة كبيرة للرياض، الأخيرة ترى أنها الوحيدة التي تملك الحق في احتكار رسم المشهد السياسي اليمني، بل رسم مستقبل الشعب اليمني، فهي قد دفعت أموالاً طائلة مقابل استئجار جيوش للقتال معها في عدوانها، إضافةً لتكاليف الحرب الأخرى كالصواريخ والقنابل وكل أدوات القتل الأخرى.
على ما يبدو فإن الرياض قد بدأت تحصد فشل عدوانها منذ الآن، وأولى بوادر ذلك الفشل، على المستوى السياسي، من خلال عدم الموافقة على مؤتمر الرياض الخاص باليمن، بل تحويله لمباحثات سلام برعاية أممية في جنيف، إضافةً لجلوس إيران كلاعب قوي وأساسي مقابل السعودي، رغم أن الأخير دفع المبالغ الطائلة من أجل أن يكسر الإيراني في اليمن ولم يستطع.