حول الكوماندوس الأمريكي في دير الزور

حول الكوماندوس الأمريكي في دير الزور

تحليل وآراء

السبت، ٢٣ مايو ٢٠١٥

كان لعملية الكوماندوس الأمريكية التي نفذه أكثر من مئة جندي مارينز أمريكي في محافظة دير الزور خبراً مهماً استحوذ على اهتمامات جميع الصحف العربية والغربية، فللحدث دلالاته وأبعاده ومكتسباته.
بعض الصحف حاولت تجييره لترويج مزاعم بأن لا وجود للسيادة السورية، وأن سورية تحولت إلى أرض مستباحة لكل الدولة ولكل من يريد أن ينفذ ما يريد بها، بحيث يستطيع الأمريكيون والأتراك والأردنيون والخليجيون والبريطانيون وغيرهم الولوج إلى الأراضي السورية وتنفيذ عمليات بها لتحقيق مكاسب وأهداف.
بعض الصحف الأخرى تناولت الحدث من زاوية أخرى، فرأت أن العملية حققت نجاحاً كبيراً ضد تنظيم داعش وحده وليس ضد سورية أو أي جهة أخرى، بحيث تمت تصفية القيادي أبو سياف وقادة آخرين معه بالإضافة للحصول على معلومات ووثائق من مسرح العملية، فضلاً عن اعتقال أم سياف المتورطة بقتل عاملة الإغاثة الأمريكية كايلا مولر.
فيما رأى البعض بأن عملية الكوماندوس تلك وجهت صفعةً لداعش، من خلال اعتقال امرأة "مسلمة" تعيش في كنف ما يُزعم أنها أرض الخلافة إضافةً لقتل قياديين من " رجال تلك الخلافة المزعومة أيضاً"، وهذا يعني بدرجة أخرى إيصال رسالة للداعشيين بأن الأمريكي يستطيع ضرب من يريد في الزمان والمكان الذي يختاره، والدليل توجيه ضربة للتنظيم في عقر داره.
أما فيما يتعلق بالمحور الخليجي المعادي الذي حاول ترويج العملية على أنها إذلال آخر للسيادة السورية، فيجيب مراقبون بأن الحكومة السورية تبسط سيطرتها على مناطق في سورية، فيما تعتبر المناطق التي يسطير عليها داعش مناطق محتلة كما هو الحال بالنسبة للجولان وفلسطين المحتلتين واللتين تشهدان تحركات أمريكية دائمة في ظل التحالف الأمريكي ـ الإسرائيلي الحميم، هذه مثل تلك، ولا يُعد ذلك انتقاصاً من سيادة سورية، يُضاف إلى ذلك كون تلك العملية تصب في المصلحة السورية إذ لا ضير من أن يقتل عدوي عدواً آخر لي، بالتالي فإن قتال أمريكا لداعش هو من باب قتال أعداء سورية لبعضهم بعضاً.