الانتصار للهوية والوجود العربي.. بقلم: ميساء نعامة

الانتصار للهوية والوجود العربي.. بقلم: ميساء نعامة

تحليل وآراء

السبت، ٢٣ مايو ٢٠١٥

المتابع لفورة الربيع الصهيوني واستهداف المتاحف والآثار سواء في العراق أو تونس وليبيا ومصر وسورية، يدرك بأن الحرب على الحضارة والآثار وتحطيم كل ما يثبت الامتداد الحضاري والفكري للعرب.
والانتصار اليوم هو انتصار للهوية العربية والوجود العربي، الانتصار اليوم لبقاء الحضارة والآثار والتراث.
والإجابة البديهة على سؤال مفترض، من له المصلحة في تحطيم الحضارة وإلغاء الوجود العربي؟ هي الصهيونية العالمية التي لا تمتلك حضارة ولا تمتلك وجوداً وامتداداً تاريخياً طبيعياً، تحاول تصنيع حضارة وتصنيع تاريخ وتصنيع وجود وسرقة كل الآثار العربية وتغيير نسبها وإلصاقها بالصهيونية.
من هنا يمكن القول: إن انتصارات محور المقاومة لاتزال تسجل سداً منيعاً في وجه الصهيونية العالمية التي تخوض حرباً بالوكالة.
يسأل البعض: لماذا هذا الضجيج حول معركة القلمون؟ قد تبدو الإجابة واضحة بالنسبة لأغلبية الشعب السوري لكن البعض المغيب أصلاً عن المشهد الدموي وتداعياته على الجغرافية السورية وامتداداتها على الجغرافية العربية والإقليمية يجهل أبعاد الانتصارات التي تتوالى في معركة القلمون.
لهؤلاء نقول: بأن الحرب على جبهة القلمون هي حرب غير معلنة مع العدو الإسرائيلي وانكسار شوكته للمرة الثالثة أمام محور المقاومة تعتبر هزيمة مفجعة ستكون ارتداداتها داخل العمق الفلسطيني.
محور المقاومة يخوض حرباً متعددة المحاور وفي كل محور عدو يتخفى خلف فزاعات يدعمها بشكل مباشر، فجبهة الشمال السوري، هناك داعش وتوابعها تتلقى الدعم المباشر من السفاح العثماني الجديد أردوغان المدعوم دولياً من الصهيونية العالمية، وتأسيساً على هذه المعلومة فإن الجيش العربي السوري يقف في وجه الحلم العثماني وغايته القذرة في استعادة هيمنته على الوطن العربي من البوابة السورية، والانتصارات التي يحققها جيشنا الباسل ليست على الدواعش وإنما على العثمانيين الجدد.
وفي جبهة الجنوب يخوض الجيش العربي السوري والمقاومة اللبنانية البطلة حرباً ضد الكيان الصهيوني وأحلامه التوسعية في منطقة الشرق الأوسط.
وإذا توسعنا في رؤيتنا أكثر ندرك بأن محور المقاومة يقف في وجه مشروع الشرق الأوسط الجديد سياسياً، عبر روسيا والصين، والجمهورية الإسلامية الإيرانية ودول البريكس، وميدانيا وعسكريا من خلال الجيش العربي السوري وأبطال المقاومة اللبنانية، وعليه فإن الحل السياسي المرتقب يعتمد على تحقيق الانتصارات الكبيرة القادمة على المحورين الشمالي والجنوبي.
العدو وحده يدرك حجم الأهداف الاستراتيجية للانتصارات التي يهيئ لها محور المقاومة على الجبهتين الشمالية والجنوبية، لأنه يدرك أن الانتصار وتثبيت الانتصار في كلتا الجبهتين يعني أن العدوين الإسرائيلي والعثماني أصبحا على مرمى نظر محور المقاومة.
بمعنى أن اقتلاع الوجود الإسرائيلي وعودة فلسطين العربية لم يعد حلماً غير قابل للتطبيق، والقضاء على الحلم العثماني في السيطرة على وطننا العربي من البوابة السورية أصبح في خبر كان.
وبناء على ما ذكر تعد الانتصارات النوعية التي يحققها محور المقاومة من الأهمية بمكان إلى درجة ترعب العدو الذي يدرك أهميتها وقدرتها وأهدافها ومراميها، أما السذج من أقزام السياسية الذين يقللون من الانتصارات التي يحققها أبطال الجيش العربي السوري وأبطال المقاومة اللبنانية، فهذا شأنهم بالسذاجة والغباء ويزيد عليهم غشاوة الدولار المعفن برائحة النفط.
إنها قادمات الأيام ستثبت بأن الانتصار لأصحاب الحق بينما أصحاب الجهالة سيظلون في غيهم يعمهون.