الإجابة المنتظرة.. بقلم: د. اسكندر لوقــا

الإجابة المنتظرة.. بقلم: د. اسكندر لوقــا

تحليل وآراء

الأحد، ٢٦ أبريل ٢٠١٥

منذ سنوات بعيدة وحتى اليوم، تؤدي السينما الأمريكية، فضلاً عن مسلسلاتها، دوراً بالغ الأهمية في التأثير على العقل العربي عموماً وبالتالي تكوين الرأي الذي سيلعب بدوره، مستقبلاً، في سياق التمهيد لغزو أرض العرب، إن لم يكن بشكل كامل فنسبياً على أقل تقدير.
في سياق هذا الهاجس، حاول عدد من علماء النفس والاجتماع الأمريكيين في الماضي، حاولوا تحذير منتجي الأفلام والمسلسلات من المضي في إنتاج الأفلام التي ستلعب دوراً، سواء في الحاضر أم في المستقبل، في تكوين فكر يتعارض مع ما يتطلع إليه الأمريكيون ويتعلق بالجانب الأخلاقي لديهم.
في الوقت عينه، لقي هذا التحذير أشد المقاومة من إحدى الكاتبات الأمريكيات وتدعى " ماري دينييت " وذلك بإصدارها كتاباً بعنوان: " الجانب التناسلي من الحياة "، وأيدها كثيرون من معارفها. وعندما استدعيت لمساءلتها عما ارتكبته بحق الجيل بعد تصفح الكتاب وتبين خروجها عن الآداب العامة، امتنعت عن الإذعان للحكام والمحلفين وقالت بالحرف: إنني إذا لزم الأمر أفضل دخول السجن على سحب الكتاب من السوق أو دفع غرامة. وأضافت: إن الحكومة الحالية هي التي يجب أن تغير نظرتها إلى الحياة.
حدث ذلك في العام 1929، واللافت في أيامنا هذه أن ما دعت إليه "ماري دينييت " قد تحقق، من حيث خروج الأفلام الأمريكية التجارية، والتي تشكل الرقم الأعلى بين الأفلام التي يتم إنتاجها في الوقت الحالي على الآداب العامة، هذا فضلاً عن المسلسلات الرخيصة التي تعرض على بعض الشاشات العربية الحاضنة لمناظر لا تقل أثراً سيئاً على المشاهد من أفلام العري والعلاقات الشاذة بين الجنسين أو أفراد الجنس الواحد.
في العام 1929 أدينت الكاتبة "ماري دينييت" من البعض من المهتمين بسلامة عقل الشباب الأمريكيين إبان صدور كتابها المشار إليه، ولم يكن عقل الشباب العربي في حسبانهم. واليوم ماذا عن دور المفكرين والمثقفين العرب في التصدي لهذه الموجة من الأفلام وتحديداً المسلسلات المستغلة لضعف الإنسان العربي وإمكانية سقوطه في شباك الإغراء بكل أنواعه، قبل أن نفقد ما تبقى لنا من عقل قادر على التفكير بما ينتظرنا إذا أطلنا التفكير بماذا يجب أن نفعل؟
من ناحيتي أرى أن الإجابة المفيدة يمكننا أن نصل إليها في الوقت المناسب بعودتنا إلى قراءة كتاب "بروتوكولات حكماء صهيون" مرة ومرتين وثلاثاً. فهل نقدم؟
iskandarlouka@yahoo.com