ماذا نرى في المرآة؟ وهم أم خيال.. أم إنها الحقيقة.. بقلم: ندى الجندي

ماذا نرى في المرآة؟ وهم أم خيال.. أم إنها الحقيقة.. بقلم: ندى الجندي

تحليل وآراء

الأحد، ٢٩ مارس ٢٠١٥

لا شيء سوى الحقيقة وأي حقيقة تعكسها المرآة وأي وجه يتراءى لنا ونحن ننظر في المرآة؟
الوجوه كثيرة ولكن الإنسان لا يبحث إلا عن وجه واحد كونه ورسمه بداخله، فالصورة التي تتراءى لنا ما هي إلا انعكاس لشعور داخلي ربما تكون صورة حقيقية.
وقد تكون زائفة جسدها عبر قناع صنعه بخياله الذي لا يتطابق أبداً مع الواقع، قناع يعكس صورة مخالفة تماماً لما هو عليه الواقع المر!! ولكنه يرفض بعناد مواجهة هذا الواقع لما يحمله في طياته من قسوة، فلا يرى إلا ما يريد أن يرى قد يكون إنساناً بسيطاً.. عادياً جداً ولكنه يعتقد أنه قيصر زمانه!!
فأحياناً تكون ذات جمال محدود ولكنها تتوهم أنها فينوس آية في الجمال!
من الممكن أن تكون في الكثير من الأحيان الصورة التي تحملها عن أنفسنا بعيدة كل البعد عن الحقيقة، إما صورة مبالغ فيها أو يعتقد الإنسان أنه أقل بكثير مما هو واقع الحال نتيجة عدم ثقته في نفسه وفي كلتا الحالتين تؤدي إلى نتائج سلبية، فالذي يتوهم العظمة والكبر وهو لا شيء سوى قناع زائف يخفي وراءه صورة مشوهة وحقيقة تافهة ما هي إلا انعكاس إلى حالة عدم توازن نفسي.
المهم أن تكون الصورة التي تحملها عن أنفسنا تتوافق مع الحقيقة والأهم أن تكون إيجابية بحيث تؤدي إلى زيادة الثقة بالنفس وتساعدنا على الصبر على الآلام وتذليل العقبات مهما كانت قاسية المرآة، ما سر المرآة؟
واقع الحياة يعكس لنا أن الإنسان الآخر هو مرآة لنا!؟
حديثه، فكره يحملنا إلى عالم آخر فكثير من الأحيان تنجذب إلى إنسان ما دون أن تعرف ما سرّ هذا اللقاء وأي طاقة جذب هذه التي شدتنا إليه أهو فكره.. حديثه أم هو قلبه الذي يتسع للإنسانية جمعاء وأي مصادفة هذه التي جمعتنا؟
وهل هذا اللقاء بمحض المصادفة أم إننا سعينا إليه من دون أن ندري يقول علماء النفس أن حياتنا والأحداث التي نعيشها ما هي إلا انعكاس لحياتنا الداخلية! فالشيء الذي يشدنا ما هو إلا جزء منا، فاللاشعور يدفع الإنسان إلى ما يبحث عنه وما يحتاج إليه قد نقول إنها مصادفة ولكنها ليست سوى إشارة يرسلها اللاشعور ليعبر عن رغبة داخلية من دون أن ندري هذه الإشارة قد تكون إيجابية وقد تكون سلبية بحيث تدفعنا أحياناً إلى الهروب من ملاقاة بعض الناس، وقد نشعر بوجودهم بالانزعاج التام، قد يعكس في صورتهم صورة سلبية موجودة في داخلنا نتجنب رؤيتها أو يعبر عن وجه مخالف تماماً لما هو نراه جميلاً في النفوس المرآة وماذا تعكس؟
المرأة العربية والأم إذا نظرت في المرآة فأي وجه تعكس هذه المرآة؟
وأي قهر نلتمسه عبر خطوط وجهها؟ وهل مر يوم على الأم العربية أسوأ من يومنا هذا؟! مهما حاولنا أن نكون متفائلين ونسعى لالتماس صورة إيجابية إلا أن المرآة العربية صورتها لا تعكس اليوم إلا مرارة القهر والظلم والذل وأحداثاً داميةً تدور من حولها يمزق أبناؤها بعضهم بعضاً، وهي ما زالت صامدة رغم الآلام تنتظر ولادة جديدة تنهي عصر الجاهلية هذا!
مهما كانت الصورة بشعة إلا أنها دائماً بحبها وسمتها تحاول أن تعيد إلى النفوس إشراقة صبح جديد فقلبها لا يتغير مع الزمن، فلنسعَ إلى الاهتمام بهذه الأم التي كانت الضحية الأولى في غمرة هذه الفوضى.
فهي (كل شيء في هذه الحياة، هي التعزية في الحزن، والرجاء في اليأس والقوة في الضعف) جبران خليل جبران.