اليوم الأسد ينتصر.. غدًا السعودية تحترق

اليوم الأسد ينتصر.. غدًا السعودية تحترق

تحليل وآراء

السبت، ٢٨ مارس ٢٠١٥

 في أواخر شهر شباط/فبراير، إلتقت مجموعة من رؤساء الدول العربية في العاصمة الرياض، في ذلك الوقت كانت تُحبك بعض الخطط للمرحلة الجديدة من الصراع الخليجي – العربي، وقد أخذت اليمن حصة كبيرة من ذلك اللقاء، وهي الساحة التي "انتزعتها إيران" من حضن السعودي.
كانت الخطة دقيقة جداً وهي تشكيل ما يسمى قوة مشتركة لمحاربة التنظيمات الإرهابية التي هي بالأساس من ابتكار وتمويل تلك الدول، استثمرت السعودية تلك اللقاءات التي ما كان لرئيسٍ أن يغادر أرض الرياض حتى تستقبل رئيسًا آخر، وخرجت الدول المجتمعة لتعلن التعاون لمحاربة الإرهاب "أين ما كان".

فمنذ دخول الحوثيين بقوة إلى الساحة السياسية في اليمن وصحيفة الشرق الأوسط تولي اهتماماً قويًا للأوضاع اليمنية، وتمنحها الصفحات الأولى، فبالأمس صرحت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية أنّ الولايات المتحدة تجهل مكان الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي، إلّا أنّ سفيرها في عدن يحاول إجراء إتصالات معه، ورغم ذلك بقيت الشرق الأوسط صباح اليوم مصرّة على أنّ هادي ليس فقط متواجد بعدن بل ويدير "المقاومة" من غرفة عمليات خاصة وبأنّ أوضاعه على أفضل ما يكون.

في محاولةٍ جديدة يحاول هادي من خلالها كسب شرعية جديدة في ذهابه إلى الرياض اليوم، وذلك لتشكيل معارضة خارجية على غرار المعارضة السورية التي بدأت بثورة إعلامية فضفاضة حينها كسبت الدعم الدولي والمالي وكرسي في الجامعة العربية، أما اليوم وعلى أبواب موسكو2 تكاد تكون معارضة السورية شكلية،

بينما الأوروبيون يطرقون باب النظام الذي يسأل من الطارق؟؟ الرياض ستكون منصة هادي ودعمه المالي والمعنوي والسياسي، فالرئيس المستقيل لم يستفد يوماً من توليه السلطة في دعم أهالي الجنوب، لا بل حاربهم وعاداهم وأطلق النياران على كل من طالب بالإنفصال، ليجد نفسه مؤخراً بينهم دون معيل، اتكل هادي على الدعم السعودي حينها ظناً منه أنه سيكون قائدًا ثوريًا في اتكاله على بعض عناصر القاعدة المعبئين، خرج أو غادر في النهاية (هرب) هادي نحو الرياض التي وصفت إيران ضرباتها الجوية بأنها تخدم المصالح الأمريكية ورأساً "إسرائيل".

إيران التي توجه اتهامات ليست ببغائية ، تعلم جيداً أنّ أهمية  كسب اليمن وإنهاء الجدال عليه أمرٌ صعب وطويل، فهي اليوم وجهاً لوجه مع خصمها السعودي وفي عقر داره، أسلوب يشبه إلى حد ما الأسلوب الأمريكي – نقل الصراع إلى أرض العدو - السعودية اليوم تفتح باباً لدخول النار إليها، الأمريكي يحاول إيقاع نقطة قديمة من زمن الحرب الباردة التي سلمت مساء أمس دون إطلاق رصاصة واحدة وهي قاعدة العند الجوية في محافظة لحج والتي تقع على بعد 60 كيلو مترًا من عدن، وكانت القاعد العند من أهم قواعد الإتحاد السوفياتي في المنطقة، والتي تخصصت بعمليات التجسس والمراقبة، في الأمس سلمها عناصر الجيش اليمني بكل رحابة صدر للحوثيين.

صراعٌ دائرٌ في اليمن على مختلف الأصعدة ليس فقط عسكرياً، فمنذ نزول هادي إلى عدن انطلقت قناة (عدن) الموالية لهادي والتي تتابع لقاءات وأحدث أخبار هادي، حتى بات في اليمن قناتان تحملان ذات الإسم، أحدهما شمالية وأخرى جنوبية. المملكة السعودية وحليفتها "إسرائيل" لم تتحمّلا تقدم الحوثيين، حيث وصفت وسائل إعلام إسرائيلية الضربات الجوية السعودية لصنعاء بالأخبار الجيدة، كما بررت الولايات المتحدة ضربات السعودية على صنعاء واعتبرت أنّ ذلك من حقها. لقد قال الإعلام الممانع منذ اندلاع الأزمة السورية إنّ الرئيس الأسد باقٍ وبأنّ التنظيمات الإرهابية زائلة، وقال أيضاً إنّ العالم كله سيأتي ليفاوض النظام وقد حصل ذلك، اليوم يقول الإعلام الممانع (السعودية ستندم على فعلتها وقد فتحت بابًا من النار على نفسها)، وأنا شخصياً أصدق هذا الكلام.