لأنه الملك ولأننا الدمى

لأنه الملك ولأننا الدمى

تحليل وآراء

الخميس، ٥ مارس ٢٠١٥

الذي حدث اظهر اننا لا نملك في واشنطن حتى موطىء قدم لدجاجة...
ولكن، هل سأل احدنا عن سبب التعامل معه على انه السيد والتعامل معنا على اننا العبيد؟
اي ملك عربي؟ اي رئيس عربي يستطيع ان يجتاح تلة الكابيتول هكذا، ويصفقون له هكذا، ويبدو واثقا من نفسه هكذا، ويتلاعب بالوجوه وبالخيوط(وحتى باعصاب البيت الابيض) هكذا..؟
في تلك اللحظة ظهرنا عراة، عراة حتى العظم. عبيد حتى العظم، لا بل ان بعض الاعلام العربي تعاطى مع بنيامين نتنياهو على انه رجلنا في الكونغرس، ونحن رجاله على امتداد ذلك العالم الافتراضي الذي يدعى...العالم العربي.
لم يسأله احد عن ترسانته النووية التي تثير الهلع حتى لدى الاوروبيين. هذا ما قاله الالماني غانتر غراس منذ عقود بعدما قرأ لوليم سافاير قوله «لاهولوكوست ولا فوهرر الى الابد...».
لا احد سأله عن الضفة الغربية، وعن قطاع غزة، وعن مرتفعات الجولان، وعن مزارع شبعا، وعن عشرات الآلاف من القتلى وعن عشرات الآلاف من الاسرى الفلسطينيين. كيف يسألون حين تحتل اسرائيل كل العالم العربي من ادناه الى اقصاه؟
الآن، اصبح لنا قائد ويدعى بنيامين نتنياهو. هو الذي يحمل شكوانا من الكنيست الاسرائيلي الى الكنيست الاميركي. لم يعتذر لانه لا ينطق بالعربية. نحن نعتذر لاننا لا ننطق (بل نفكر فقط) بالعبرية. غدا ننطق ونفكر بالعبرية...
حتى على المستوى العقائدي،اليس الذي نراه هو احلال للنص التلمودي محل النص القرآني؟ لاحظوا فتاوى الشيوخ حين تتطابق بل تتماهى مع فتاوى الحاخامات الذين دعوا يهوه ليبعث بالملائكة المدمرة كي تمحقنا. عوفيديايوسف، حاخامهم الاكبر، وصفنا بالديدان؟..
في تلك اللحظة سألنا ايضا ماذا فعل العرب لقضايا العرب؟ وماذا فعلت ثروات العرب للعرب؟ ارائك وثيرة، وعباءات مرصعة، وناطحات سحاب، ومحطات تلفزيونية. لن نقول ان كل هذا من اجل تكريسنا زواحف بشرية. لنكن اكثر لياقة ونقول...فقاعات بشرية..
كلنا في حال استنفار خشية الاتفاق النووي بين واشنطن وطهران. بعضنا قال انه سيقتني القنبلة حتى ولو ابتاعها من اسرائيل. لا داعي لذلك لان ما قرأناه من تعليقات لا يدع مجالا للشك في ان دافيد بن غوريون امر بصنعها من اجل ان تحمي العرب. اذا كنا ننام فوق مائتي رأس نووي لماذا الخشية من القنبلة الايرانية وماذا يمكن ان تفعل اذا كنا نبني دولا ونبني مجتمعات تتصل بالقرن لا بالقرون الوسطى؟..
نتنياهو رفع الصوت (صوتنا). ايران تضع يدها على اربعة عواصم عربية، حتى اذا ما ابرم الاتفاق فهي ستضع يدها على عواصم اخرى. امام رجال الكونغرس، فجّر بنيامين نتنياهو الفضيحة، فضيحتنا. ما الذي جعل ايران قوية الى هذا الحد وجعلنا مجرد كوميديا جيوسياسية الى هذا الحد؟
حين اجتاح ارييل شارون لبنان وكان ياسر عرفات قد اقام دولته، تحت الثريات وفي الملاهي الليلية، في لبنان، ماذا فعل العرب لاجتثاث الاحتلال؟ لا شيء، لا شيء قطعا، بل انهم حثونا على توقيع معاهدة سلام مع اسرائيل، وبالتالي (لمن قرأ اتفاق 17 ايار) وضع لبنان تحت وصاية اورشيلم؟
حقا لا ندري ما خلفية ذلك الخوف من ايران، والى حد الذهاب نحو حلف مذهبي تصل حدوده الى باكستان وربما الى تركستان الشرقية ايضا، وربما الى القوقاز لمواجهة ايران. اذا كانت دولنا دولا، ونحن الذين نفاخر باحتياطياتنا، وبجيوشنا، وبقادتنا، فكيف تثير لدينا كل ذلك الرعب دولة ليست اكبر منا جغرافيا، ولا هي اكبر منا ديموغرافيا، ونهرع حينا الى رجب طيب اردوغان ليقف الى جانبنا و يعيدنا الى النير العثماني ،وحينا الى بنيامين نتنياهو الذي تجاوز الوعد التوراتي من الفرات الى النيل الى الوعد التلمودي من المحيط الى الخليج..
عبر احدى الشاشات قال رايان كروكر لو احتل مقاتلو «داعش» اربيل لاحتلوا بغداد، ولو احتلوا بغداد لاحتلوا كل عواصم الخليج. تذكروا من وقف في وجههم حين كانت حاضرة مسعود برزاني على وشك السقوط. من جاء اليه قاسم سليماني ام صديقه العزيز رجب طيب اردوغان، واين كان الحليف الآخر بنيامين نتنياهو؟
صفقوا له في الكونغرس لانه الملك (واللاعب) ولاننا ...الدمى!!