لا وقتَ للأحاديث التافهة!!.. بقلم: حسين عبد الكريم

لا وقتَ للأحاديث التافهة!!.. بقلم: حسين عبد الكريم

تحليل وآراء

الأربعاء، ٤ مارس ٢٠١٥

 (خلوا الشوارب والمناصب والمراتب والحواجب والقباقب على جنب) وفيما بعد وقبل، الإنسان يساوي الإنسان الذي فيه.. والشاعر الذي سأله أحدهم، وكان ثرياً أو محظياً، ويلبس زناراً ثميناً وعقداً لؤلؤاً: كم أساوي في نظر الشاعر وعامة الناس؟!
لا تساوي إلا الزنار الذي تلبسه والعقد الذي في عنقك!!
لأن هذا الثري أو المحظي إنسان داخله ممسوخ وقزم.. لا يتفوق على برغشة، أو لا يزيد سلوكه على سلوك برغوث أو قملة..
وآخرون وأخريات ليسوا على ثراء أو محظيين أو ذوي مراتب ومناصب. وأناس دواخلهم كالعصافير تنجبُ طرباً وراحة بال للأغصان وللإنسان..
وأقدر بعض الفقراء الطيبين، الوطنيين والحنونين وأصحاب العهود والقناعات أن دواخلهم تحتضن إنساناً ضخماً، عالياً شامخاً عاتياً..
الفوارق إنسانية.. والعواطف تأخذ محاسنها من هذه التمرّسات التي صارت في أعراف المختلين عاطفياً وإنسانياً قلة تدابير وطيبة زائدة ومثالية..
كل مرة أعد نفسي أنني سأهرب من الأحاديث المهترئة، التي بوسعنا رميها في سلة مهملات الحواس والمشاعر والإصغاء قبل التعامل معها، أو الاحتفاظ بها.. وهل يمكن الاحتفاظ بالاهتراء؟! كمن يحمل وسخ الكلام في صمته ونطقه؟!
كل مرة أفوّض نفسي شفهياً بالفرار من التفاهات.. وتخبرني نفسي:
التفويض الشفهي لا يحميني من عقوبة الخطأ.. في المرات اللاحقة فوّض كتابياً؟!
قلت لها: لست مسؤولاً أو شبيه مسؤول أو قائماً على الأمور أو قاعداً عليها، حتى يكون بوسعي إصدار أوامر وقرارات كتابية إدارية أو عاطفية أو اجتماعية!!
(خلّيك) على حالك مع تعاسات الأحاديث التافهة إلى آخر العصر والأوان: أين تذهب وكيف؟!
في كل مفترق حوار تفاهات وأحاديث في طور المهملات، إما عن المال وإما عن المحتال.. وإما عن النسوان الدارجات، وإما عن اللجان والمشتريات، وإما عن الخدائع والعهود المفقودة.. وإما عن الجلسات المبتدئة بالبصاق والمنتهية بعذاب الوجدان والضمير..
لا وقت للتفاهات والأحاديث المهترئة رغم كثرتها و(موضتها) و(موديلاتها)؟!
(فتح) الله على هؤلاء المتمرسين بالتفاهات والأحاديث النافقة مثل حيوانات البرد الجائعة: نجدهم يبيعون بضاعتهم على بسطات الحكي العام، وعلى الطاولات، ووراء النارجيلات، وتحت الشبابيك، وفي محلات الألبسة الجاهزة والتفصيل.. وفي الشوارع وعلى قارعات الدروب.. وفي المكاتب وعلى المصاطب..
فظيعة جداً (موضة) الحوارات التافهة: تملأ السمع والنظر كالأغاني الهابطة كالنزلات الصدرية..
كمّامات وصمّامات لدرء خطر هذه الجلسات وهذه الحوارات والتفاهات؟!
وظنٌ نحبك مثل أقمار وليلات وعشاق وأغنية جميلة.. فأنت الأجمل الأحلى..
وأنت الغاية الأعلى.. وأنت حديثنا الأغلى.. وأنت نداؤنا العاتي، بلا بلوى، وفي البلوى.. صباح الشمس والنجوى!؟!