دم لفطير صهيون!.. بقلم: د.بسام الخالد

دم لفطير صهيون!.. بقلم: د.بسام الخالد

تحليل وآراء

الاثنين، ٢ مارس ٢٠١٥

Bassamk3@gmail.com
لقد كان مقتل البادري توما الكبوشي في دمشق عام 1840م من قبل اليهود للحصول على دم "مسيحي" لفطير الفصح جريمة مروعة، أذهلت العالم وشغلته، وجرى التحقيق فيها بحضور قناصل دول أوروبا.. وثبتت الجريمة، التي كانت شناعتها أكثر من الوصف وخطرها غير محدود.. إنها تظهر نفسية شعب عقائده "المشوهة" تعطيه مسوغاً لجرائمه عبر التاريخ.
الجريمة النكراء المعروفة تاريخياً باسم " جريمة ذبح البادري توما الكبوشي وخادمه إبراهيم عمارة" في السابع من شباط عام 1840م في دمشق, والتي رواها الدكتور نجيب الكيلاني في قصته: (دم لفطير صهيون) تتلخص بأن الأب توما الكبوشي كان من عادته أن يدور على مرضاه من المسلمين والنصارى واليهود المجاورين للكنيسة يومياً لتقديم المساعدة الطبية لهم, وفي إحدى جولاته قام اليهود باستدراجه، بتوجيه من حاخاماتهم، لدخول أحد المنازل في "حارة اليهود" بحجة معالجة أحد الأطفال, وهناك أمسكوه وكبلوه بالحبال حيث ذبح وصُفي دمه ليوضع في فطير خاص بأعيادهم التوراتية, وعندما افتقدت الكنيسة الأب توما حينها، تقدم مساعد القنصل الفرنسي في دمشق إلى حاكم دمشق العثماني، بطلب تحري وبحث عن فقدان الأب "توما الكبوشي" وخادمه "إبراهيم عمارة" الذي خرج للبحث عن سيده وفُقد بدوره!
أصدر حاكم دمشق(شريف باشا) أمراً بالبحث عن الاثنين معاً وبعد عدة أيام أثبتت التحريات أن آخر مرة شوهد فيها الأب توما كانت عند أطراف حارة اليهود، وبعد تحريات مضنية وتحقيقات استمرت ما يقارب من شهر، تم القبض على حلاق يسكن بالقرب من الكنيس اليهودي يدعى "سليمان" وأثناء التحقيق معه اعترف بأن الأب توما دخل مع الحاخام موسى أبو العافية وداوود هراري وأخويه إسحاق وهارون، إلى بيت داوود هراري بداعي تطعيم أحد أولاد اليهود وهناك أمسكوا بالأب توما وكبلوه في الحبال تمهيداً لذبحه وأخذ دمه ليوضع في الفطير الخاص في الأعياد، واستدعوا سليمان الحلاق لذبحه، فنفذ الحلاق مهمة الذبح بعد أن أفتى له الحاخامات أن من يقم بعملية ذبح الأب توما يصبح صالحاَ ويرضى عنه الرب "يهوه"، وقام أحد المجتمعين بإحضار سكين حاد ورماه بين أيدي الحلاق سليمان ليذبح الأب توما، وبعد ذبحه تمت تصفية دمه، وسُحب من حجرة الذبح إلى غرفة أخرى وقطعوه قطعاً صغيرة وضعت في أكياس، وتم رميها في مصرف المجاري القريب من الحارة، وعندما تم التحقيق مع الحاخام أبو العافية ومواجهته بالحقائق التي أوردها الحلاق سليمان، اعترف بالجريمة وتم التحفظ عليه وألقي القبض على جميع المجرمين الذين شاركوا في جريمة قتل الأب توما وخادمه إبراهيم عمارة, حيث استدرج الخادم من قبل تلك المجموعة، عندما كان يبحث عن معلمه، بحجة أن معلمه في الداخل ينتظره وهو محتاج لمساعدته، وبعد دخوله تم ذبحه وتقطيعه بنفس الطريقة التي ذبح وقطع بها الأب توما.
صور الذبح التي نشاهدها يومياً من قبل جماعات تدّعي الانتماء للإسلام, ما هي إلا ثقافة "يهودية صهيونية" نبعت من فكر "بروتوكولات حكماء صهيون" وغُرست في أدمغة جاهلة ووجهت لتشويه صورة الإسلام أمام الرأي العام العالمي وسُوقت في أخبث حملة إعلامية مدروسة بدقة لتحقيق هذا الغرض.
الشبه شديد بين ما جرى في دمشق على يد اليهود في شباط 1840، وما جرى في ليبيا في شباط 2015.. أليس الفكر واحداً والموجه واحداً؟!