ألف معارض وطنيّ... ولا موال واحد فاسد!..بقلم: د. سمير صارم

ألف معارض وطنيّ... ولا موال واحد فاسد!..بقلم: د. سمير صارم

تحليل وآراء

الخميس، ١٨ ديسمبر ٢٠١٤

نسمع بين الحين والآخر بعض مصطلحات أو صفات أو تقييم لبعض السوريين مثل هذا معارض وهذا موال.... وهذا يدفعني للتساؤل:
 ماذا يعني معارض وماذا يعني موال؟!..ألسنا جميعاً سوريين؟!..
 من أجل ذلك يجب أن نقول إننا جميعاً سوريون دون صفات لاحقة أو اتهامات مسبقة.. ويجب أن يكون الفرق بين السوري والسوري هو من يخدم وطنه سورية أكثر.. من يحافظ على وطنه سورية أكثر.. ومن يخلص لقضايا وطنه سورية أكثر.. ومن يحمي وطنه سورية أكثر.. ومن يقف ضد تدخل الأجنبي في وطنه وبين من يؤيده ويطالب به!.. أو بين من يرضى لنفسه أن يكون أداة تخريبية بأيدي الغرب وإسرائيل ومن يرفض مثل هذه التبعية!....
 بكلمة مختصرة يجب أن نميز بين سوري وسوري آخر بمقدار وطنية كل من يحمل شرف المواطنة والهوية السورية، ومقدار إخلاصه لسورية وقضاياها ومصالحها.. سورية الواحدة بأرضها وشعبها، القوية المنيعة بجيشها.. من أجل ذلك، وبدلاً من أن نقول هذا موال وهذا معارض نقول هذا وطني وهذا غير وطني!.. وعلى هدا المقياس أو المعيار يجب أن نصنف السوريين، بالتالي هكذا يمكن أن نرى ونتعامل مع من تسمى المعارضة ومع من تسمى موالاة.. وطنيون وشرفاء أو العكس!.... ويمكن أن نرى في من يسمون موالاة أناساً غير وطنيين وفاسدين.. وبمن يسمون بالمعارضة أناساً وطنيين وشرفاء، وبرأيي إنّ المعارض الوطني يخدم الوطن أكثر من الموالي غير الوطني أو الفاسد..
 من أجل ذلك أعتقد أنّ تقسيم المواطنين إلى موالين أو معارضين بغض النظر عن مدى إخلاصهم لسورية الأرض المحرمة على الأجنبي، ولسورية الشعب الصامد بوجه الحروب التي تشن ضد بلده هو تقسيم غير صحيح، والتقسيم الصحيح يجب أن يكون بين وطني وغير وطني، والحوار يجب أن يكون بين السوريين الوطنيين في أي موقع كانوا.. وفي أي محور اصطفوا.. وليس مع الذين يحملون - للأسف - الجنسية السورية ويخربون بلدهم ويطالبون بالتدخل الأجنبي.. بل وأفظع من ذلك يحتمي بعضهم بإسرائيل.
 والسوري الوطني يمكن.. بل يجب أن يحاور السوري الوطني وتحت سقف الوطن، وينطلق الحوار على قاعدة أساسية هي السيادة الوطنية، ونبذ الإرهاب والتكفير، والتمسك بتحرير الأرض المغتصبة، وتفويض الشعب السوري بتقرير ماذا يريد لبناء مستقبله..
 هذا الذي يميز المعارض الوطني عن الموالي غير الوطني.. وهذا الموالي غير الوطني لا نريده أن يكون معنا أو بيننا، بل يجب فضحه ولفظه!..
 والمعارضة الوطنية موجودة في سورية.. ونوجه لها كل التقدير والاحترام وهي التي يجب أن يكون الحوار معها.. وهي أفضل من موالاة غير وطنية وفاسدة.
أختم بوجوب عدم القول هذا معارض ونرفضه، وهذا موال نقربه قبل أن نعرف أو نقرأ تاريخه الوطني.. وأعيد التأكيد أنّ معارضاً وطنياً أفضل من ألف موال فاسد.. أو العكس!..