لأنك قصيدة.. اكذبي ما تشائين؟!.. بقلم: حسين عبد الكريم

لأنك قصيدة.. اكذبي ما تشائين؟!.. بقلم: حسين عبد الكريم

تحليل وآراء

الأربعاء، ١٧ ديسمبر ٢٠١٤

لأنك سوسنه، أنا حارسٌ صيفي حول الغابة السمراء.. أنا كُحل غيمات العيون الكاهنهْ.. حتى آخر الكلمات والرغبات أنت الـ(دَلْعنَهْ).. يا سوسنهْ!
***
في المساء صرت البهاءْ.. وكلامُ عينيك حقول، قبل موعدها الشتاء.. كنت الضياءْ.. عُدت الضياء.. قمتِ ضياءْ.. وتركتِ حبر أسئلة العشاء، كأنّه حكي غناءْ..
ليت في حبري سماءْ وبقايا عطرك المجنون حول الكبرياء لأسميّك قصيدة، وبساتين عناد وعطاء.. وسطوع ورياءْ.. وصدود ورجاءْ..
***
أجمل ما فيك شرعية الكذبة البيضاء: قدك يكذب على الانحناء، خطورك يتحدى الاستياء.. ترف أنت ونهداك رخاء.. وتصدين النادل عن دناءاته، تحت أسراب الهواء.. صاحب المطعم بخلٌ ينتحل صفة الكرماء.. لكنك يا حسناء هذا المساء تجعلين النادل، رغم أنّه بلاء أقل من البلاء، وصاحب المطعم أمسى أقل من الوباء.. إنك الحديقة السمراءْ..
أحب النساء وأشتهي عري الكلمات الخرساء، لكنني أحببتك عالية كأبرع ما يكون الاشتهاء، لأنّ محاسن القصيدة العصماء عصماء!؟
اكذبي ما تودين وترتئين وتحلمين وتفرحين لأنك قصيده!!
جرّبت سرقة العديد من عناوين جسدك وتصاوير كحلك، ومشاغبات مفردات خصرك، وهو يألف الهواء والمسافة الطفلة التي بين أصابع قلبي وحبر أنوثتك..
في هذا المطعم كذبات مدردرة بين الحائط والحائط.. وما على النادل إلا جر هذه الكذبة أو تلك من هذا الصحن إلى سواه.. أو تتبع حركة الدخان المتصاعد من أنفاس النارجيلات والمتحايلين على الأطر الزمنية والمكانية، كتحايل المسؤولين المشبعين بالدونية على الكرامة، ليكونوا أكثر فرحاً بانحطاطهم..
نارجيلتك، رغم كراهيتي الكاملة، للتبغ والتنباك، والتدخين، جذبت اهتمامي، وسرني أن أرافق المبسم إلى شفتيك، لأتفحص واقع حال إطلالة النطق.. لكن ليس بالوسع إتمام الفصحى بين الشفتين والشفتين.. وبقي الحكي في طور النظرات والعينين والعينين..
عند هذا الحد، تعلمت فهم الكذب الجميل، الذي ترعاه وتؤلفه القصيدة، لصالح الشاعر، المتورط بحكمة الاشتياق ومفاتن الصورة الشعرية المؤثرة..
أجمل ما في الوجود أنك كذبة رائعة الجمال والألفة.. حضورك دهاء ورفق بالإنسان المحتال على طرافته وظرافته.. لا قصيدة قبل حد قامتك أو بعد حدود خطواته وشروحات الضحكات وتأثيرات عبور الحروف المتفضلة على المكان بروحانية طروبة..
على عطفك ألف تحية من خواطر كل العواطف المستترة والمعلنة، كضمائر الرفع والعافية اللغوية..
أرجوك أن تكذبي على المساء بأنك ستطلين، كيلا تبطل أحقية قلوبنا بالحب أو ببعض الأناقات.. أراك بين الحروف مسافرة، كما يسافر المطر الحنون في عز أحلام الظهيرة..
ما رأي عينيك: أن تكذبا على العيون!؟ وخصرك المجنون كيف يرقص رغم إيحاء السكون؟!
العشق كذبة ناصعة البياض.. والأنوثة حرية مقيدة في قصيدة دلعها موسيقا، وقافيتها تحويشات ضوء ورحيق ليس في طور القُبل.. إنما أنت قصيدة والشاعر ناطور عناء وغناء وعطاء وبهاء..
عليك سلام الحب يا أجمل النسمات في عرس الهواء!!