لا عيد ودم الأطفال يسيل على دفاترهم!..بقلم: د.سمير صارم

لا عيد ودم الأطفال يسيل على دفاترهم!..بقلم: د.سمير صارم

تحليل وآراء

الخميس، ٢٣ أكتوبر ٢٠١٤

  عيد آخر يمر على سورية والأزمة لا تزال قائمة.. حزن لم تستطع ابتسامات الكبار إخفاءه.. وفرحة الأطفال غابت رغم محاولات الأهل رسم البهجة على وجوههم بشراء ملابس جديدة لهم، أو بمعايدات ينفقونها على ألعابهم!..وخاصة أن هذا العيد جاء بعد جريمتي حمص الإرهابيتين اللتين لم يعرف التاريخ لهما مثيلاً وراح ضحيتهما عشرات الأطفال!..
لكن بقي الأمل بانتصار سورية، وعودة الأمان الذي افتقدناه إلى أزقتها وحاراتها ومدنها وقراها.. وترجمت رسائل المعايدات التي تبادلها السوريون في العيد حالهم وحال الوطن، ونقلت أمنياتهم وما يفكرون به.. وأرسلوا لبعضهم معايدات ترجمت ما يشغل بالهم.. فهم:
• رغم الجراح صامدون..
• ورغم قسوة الظروف على أمل عودة الاستقرار يعيشون..
• وبين فرحة العيد الحقيقية وانتصار سورية على أعدائها يربطون..
• وفي رسائلهم التي تبادلوها إلى المحبة والوحدة الوطنية يدعون..
• وعلى الأمل باستعادة حالة الأمن والأمان التي كانوا يعيشونها والتي كانت تميزهم بين كل دول العالم باقون..
• ويتمنون لو تستبدل قذائف القتل بقذائف المزيد من المحبة، والعبوات الناسفة بالمزيد من دعوات التكاتف، والسيارات المفخخة بالمتفجرات بسيارات مملوءة بالياسمين.
• ويحيّون جيشنا الباسل وعلى شهدائه يترحمون..
هؤلاء هم أهل سورية الذين كانوا على مر السنين كذلك وما زالوا.. يدعون إلى التآلف، وتميز علاقاتهم المودة.. ويتعاملون بمحبة.. ويعشقون الياسمين ويتبادلون زهوره.. ويتمسكون بالحياة.. ويخلصون لسورية.. وقد ترجمت رسائلهم التي تبادلوها بالعيد كل ذلك وأكثر، وما حملته هذه الرسائل كمعايدات أكدت ذلك ومنها: " كوننا في زمن الموت لا يعني هذا أننا لسنا أحياء، ونفتقد من نحب." لذلك : " كل عام والوطن بخير لكي نكون بخير ". نعم.. لن نكون بخير إذا لم يكن الوطن بخير، و:"عندما يجرح الوطن، ويفقد أبناؤه أحباءهم تتلاشى فرحة العيد، رغم ذلك نقول لبعضنا كل عام والمحبة تزين عيدنا، والوطن الواحد يجمعنا.. ".
وعن جريمتي حمص جاء في إحدى المعايدات :"لا عيد ودم الأطفال يسيل على دفاترهم، وجرح الوطن ينزف.. العافية للوطن والرحمة لشهدائه، والفرج لمخطوفيه، عندها فقط أضحى مبارك.."
هؤلاء هم أبناء سورية وأهل سورية المخلصون الطيبون، الذين يظللهم جميعاً الوطن الواحد، رغم أن جراحه لا تزال تنزف، وكنا نتمنى لو جاء العيد وقد تعافى الوطن من هذه الجراح، وفي هذا تقول إحدى المعايدات : " قلت ياعيد لا تجي.. جرح الوطن ما طاب، وفوق قبور شهدائنا ما جف التراب، لكن ورغم الجراح كل عام وبلدنا وشعبنا بأفضل حال ".
إنه الحزن الذي يلفنا على شهدائنا الذين ضحوا بدمائهم لنحيا، وقدموا الروح لينتصر الوطن، وتعود الفرحة لأبنائه كما تقول معايدة أخرى: " ليلة عيد والوطن على شهدائه حزين.. وطن مجروح وجراحه دفينة، يا رب ترجع الفرحة القديمة لسورية الحبيبة "..
إنها وكما جاء في معايدة أخرى : " أيام صعبة نقضيها وكلمة حلوة ما تم فيها، بس ما مننسى نعايدكم فيها".. لذلك : " ليكن العيد فاتحة للعودة إلى الأيام التي كانت.. أمان وسلام لوطننا وشعبنا ".. و : " فرحة العيد الكبرى يوم يعم الاستقرار لسورية ".. و : " صحيح وطننا موجوع والدنيا حزن ودموع لكن سنبقى نحلم ونعمل لبناء سورية القوية المعافاة.. رحم الله شهداءنا ".. و: " ستستمر الأعياد في سورية، وفي العيد القادم سيكون نصر سورية الذي لا ريب فيه قد تحقق"، فشعب سورية كما تؤكد معايدة تم تداولها كثيراً: " من الشعوب الحية التي تميزها البطولة المؤيدة بصحة العقيدة، وبأمثال جيشنا الباسل تنتصر الشعوب، وتحيا سورية " وسنبقى: " متفائلون ونتمنى أن يكون العيد بوابة فرح للوطن والناس "، وندعو الدعاء الذي سطرته رسالة معايدة أخرى وهو :" يارب إنه عيدك فاكتب لأحبتي فيه كل الخير، وارحم الشهداء، وألهم ذويهم الصبر.. ربي إن لك عباداً ينتظرون انفراجاً فبشرهم به، وعباداً يسألونك الأمان فامنحهم إياه، واجعل بلدنا آمنا مستقراً، وكل عام وسورية وشعبها وجيشها بخير ".. و : "سيبقى شعب سورية الدرع المانع والزهر الطالع والأمل الساطع، وبجيشها تكتب الأمجاد، ولأبنائها توجد الأعياد"...
    إذن هكذا تبادل السوريون معايداتهم:
• تمسك بالوطن..
• دعوة للمحبة..
• إصرار على سورية القوية المعافاة، والدرع الذي يوفر الأمان.
• استذكار الشهداء والترحم على أرواحهم..
• و... ثقة أكيدة بالنصر..
همَّ استقرار الوطن يوحدهم.. وتمنيات بعودة الأمان تجمعهم..
رغم ذلك : " يبقى للعيد فرحة.. لكن الفرحة الكبرى يوم تنتصر سورية واستقرار سورية "
وكل عام والوطن بخير كي نكون جميعاً بخير ورحم الله شهداء الوطن.