"تبنّي" !!.. بقلم: روز سليمان

"تبنّي" !!.. بقلم: روز سليمان

تحليل وآراء

الاثنين، ١ سبتمبر ٢٠١٤

ما الطريقة الكاملة ليكون المرء وحده؟!. التدبير الوحيد المفروض اتخاذه هو الكفّ عن جمع عائلتين أو استراتيجيتين أو ثروتين أو مبدأين أو عقيدتين، وأيضاً ألا يكون الخلَف جلّ الهمّ!. في هذا الخصوص يمكن أن يكون التبنّي ممارسة مقصودة موجودة في المكوّن الطبيعي الأساسي للحياة في إطار تُثار من خلاله تساؤلات حساسة حول العقيدة الواحدة والاستراتيجية المتشابهة والإيمان الأوحد؟!. مَن منكم يستطيع أن يراهن على فشل حصيلة تبنٍّ أو نجاحها؟!.  ومن منكم يستطيع أن يراهن على أحقيّة أحد دون غيره بالحصول على خلَف؟! في الحالتين وكأن الأمر مرتبط باتفاق مسبق منذ بدء الخلق حول الدور المنوّط به من قبل تنظيم طبيعي أوجدته الحياة نفسها دون تدخل بشري!. إنّ الكفّ عن حياة تجمع بين استراتيجيتين أو عائلتين أو مبدأين يمكن له في عصر الانبهار الرقمي الفضائي أن يكون فنّاً حياتياً يشبه مجموعة احتياطات مخصّصة لتجنّب الأمراض أو إتمام الشفاء منها. يشبه الحمية!. طريقة تامّة ليكون المرء نفسه في لحظة اختيارية كشخص يخصّ الجسد بعناية لازمة تتجاوز الوراثة والجينات واليومي والعادي وتجعل في لحظة حسّاسة "أن يبقى المرء وحده" نشاطاً حياتياً مهمّاً ورهاناً صحيحاً وأخلاقياً في آن معاً، علاقة ذات طابع آني تحدّد ضمن ظروف راهنة استراتيجيات عقلانية تطلب من كلّ منّا أن يدرك مدى أحقية كل جسد في أن يكون وحيداً وأحقية كل مبدأ بأن يبقى مفرداً في ظروف تغلق على الكثير من الهموم والمتاعب والأوجاع والاستثمارات الخطيرة في الإنسان. "تبنّي" مَن فقد أهله يمكن له في ظلّ الحرب المجنونة هذه أن يكون تصويباً عظيماً لكثير من الرهانات الخاطئة التي تقول بأنّه من الضرورة أن نعيش حياة طبيعية في ظلّ الحرب، والجمع بين عائلتين نموذجاً لمثل تلك الأخطاء!!.