آخر أيّام الجرود

آخر أيّام الجرود

تحليل وآراء

الأحد، ٢٧ يوليو ٢٠١٤

معركة طاحنة تشهدها السلسلة الشرقية منذ أسابيع، فمثلث المقاومة والجيشين اللّبناني والسوري إتخذا قرار القضاء على المجموعات الإرهابية المنتشرة على طول خط السلسلة وداخل مغاورها ووديانها. فبعد إلقاء القبض على متزعّم داعش في جرود عرسال المدعو "أبو حسن الفلسطيني" إضافة إلى العشرات، إنتشر عناصر المقاومة بمساندة الجيش اللبناني على الأرض والجيش العربي السوري من الجو، لإغلاق كامل المنافذ المؤدّية من الجرود نحو القرى اللبنانية، ومنها عرسال الحدودية.
معلومات انتشرت بسرعة البرق عن أنّ المجموعات التكفيرية الموجودة في الجرود قد بايعت تنظيم داعش، وأميره الجديد الذي ترجّح مصادر أن يكون عماد العدناني، المعروف بأبو عدي، وذلك بعد إصابة أمير تنظيم النصرة في القلمون أبو مالك زينيّة، الذي أُدخل إلى مستشفى "أبو طاقية" الميداني في عرسال في ظروف غامضة يرجّح دخوله في غيبوبة تامّة.
هذه المجموعات التي فقد بعضها الإتصال بقيادته، فقدت رصانتها العسكرية، أو ما يمكن وصفه على أنّ التوتّر بلغ حدّه الأقصى لديها، إذ أطلقت العنان لهجوماتها على المنافذ حيث ينتشر حزب الله بكثافة، في محاولة منها لفتح ثغرة توصلها نحو القرى، وهذا ما فشلت به وتكبّدت مئات القتلى  والجرحى بالاضافة الى عدد من الاسرى.
إنجاز نوعي للمقاومة سُجّل في الساعات الأخيرة، إذ تمكّن شبابها من السيطرة على تلّة موسى، المشرفة على كل البقاع الشمالي، وذلك بعد عمليّة دقيقة وقاسية حسمها الإسناد الناري والصاروخي الذي أجبر عناصر التنظيمات الإرهابية على التراجع، حيث تكبّدت مرة أخرى خسائر كبيرة بالأرواح، وكذلك بالعتاد من سلاح وجعب وذخيرة وأجهزة.
تلة موسى الإستراتيجية تقع في منتصف الجرود تحديداً بين بلدتي عرسال وفليطة، والسيطرة عليها لا تعني سوى أنّ المنطقة بكاملها من وادي عجرم وصولاً إلى عرسال، ومن الوادي نفسه نحو فليطة باتت تحت السيطرة النارية للمقاومة، وأن أيّ آلية أو عناصر راجلة سيصبح مرورها من المنطقة شبه مستحيل.
وفي معلومات خاصة لـ"سلاب نيوز" أنّ إتصال رُصد من الجرود بأحد موقوفي سجن رومية، وهو ما إستدعى سحب السجين والتحقيق معه من قبل أحد الأجهزة الأمنية، والتي تمكّنت من إجباره على الإعتراف على إسم الطرف الثاني من الإتصال، وهو ما قد يساعد في الجهود الآيلة نحو تطويق المجموعات الإرهابية ومشاريعها التفجيريّة.
في الجرود اليوم حوالي 2500 مقاتل جاهزين للإنتحار، وأعداد كبيرة من المقاومين وجنود الجيش اللبناني الجاهزين هم أيضاً لتحمّل الإنتحاريين وصدّهم قبل وصولهم إلى القرى والبيوت والناس الآمنة، أما الجيش السوري المساند جوّاً، فهو يقدّم المساعدات الحاسمة في اللّحظات القاتلة، ما يصنع من شراكة الجيشين الشقيقين والمقاومة مشروع تطهير السلسلة الشرقية من رجس الإرهاب ورائحة الموت، بشكل نهائي وحاسم.