كفلسطين.. سورية تقاوم الإرهاب وتنتصر

كفلسطين.. سورية تقاوم الإرهاب وتنتصر

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٢٢ يوليو ٢٠١٤

فلسطين تقاوم وتصبر... العراق يواجه ويتقدّم... سوريا أيضًا لا يمكن أن ندعها جانبًا خارج موجة الانتصارات والمواجهات الدائرة اليوم بين الدول المقاومة الصامدة، أمثال العراق وفلسطين وسوريا،  ضدّ التكفيريين الإرهابيين الذين يحاولون اليوم إعادة تمثيل السيناريو الإسرائيلي الذي بدأ في فلسطين، والمتمثّل بالاحتلال والاغتصاب، ولكن هذه المرة عراقيًا وسوريًا. فسوريا اليوم لا تزال صامدة تحرز التقدم تلو التقدم. فبعد مقاومة الجيش والقوات المسلحة للإرهابيين، واستعادتهم لمناطق مختلفة في الأيام السابقة، تستمر المواجهات اليوم بين القوات النظامية والإرهابيين، حيث تمّ القضاء على العديد من الوحدات الإرهابية وإيقاع أصحابها بين قتلى وجرحى.
ميدانياً، تمثّل الحدث الأبرز في سيطرة الجيش السوري على معظم الحي الشرقي في مورك، الذي يضمّ البلدية وتلة الشيخ علي والمقبرة، بالإضافة الى سيطرته على مساحات واسعة في الحي الغربي، وكان قد تقدّم باتجاه إعلان السيطرة على ما تبقى من الحي الشرقي بالتزامن مع بدء التحرك نحو الحي الشمالي. وأكدت المصادر العسكرية أنّ موعد إعلان السيطرة على مدينة مورك قد اقترب. ويشار إلى أنّ الجيش قطع طريق إمداد المسلحين الغربي "كفرزيتا اللطامنة" وطريق الإمداد الشرقي "التمانعة – عطشان".
على خطٍ آخر، تمكّن الجيش السوري والقوات المسلّحة من تدمير أوكارٍ للإرهابيين إضافةً الى تمكّنهم من تدمير مستودع لتفخيخ السيارات في منطقة عين التل في حلب. وقد قام الجيش السوري بتدمير آليات للإرهابيين كانت تستخدم في الاعتداأت الإرهابية، وتّم إيقاع العديد منهم بين قتلى ومصابين بعد استهداف أوكارهم. من جهةٍ أخرى، تمكّنت وحدات من الجيش والقوات المسلحة من صنع حدث الأبرز اليوم، والذي تمثّل بتدمير مستودعٍ لتفخيخ السيارات في عين التل، وعددٍ من السيارات بعضها مزودٌ برشاش ثقيل في دير حافر وخان العسل وعنجارة وبيانون في حلب وريفها، وقضت على من فيها من إرهابيين وأصابت آخرين.
من ناحيةٍ ثانية وفي الملف الميداني دائمًا، شهد المركز الثقافي في منطقة تلبيسة اشتباكاتٍ أدّت الى وقوع عددٍ من الإرهابيين بين قتلى ومصابين، هذا وشهد ريف درعا عملية إحباطٍ لمحاولات تسلّل مجموعاتٍ إرهابية تنقلت بين شمال مزرعة قصر البيطار باتجاه بلدة عتمان، ومن داعل باتجاه إحدى النقاط العسكرية في ابطع.
أما في ما يتعلق بالجانب السياسي من الأزمة السورية، فقد تمّثل الحدث الأبرز اليوم في تجديد الحرص على المضي قدمًا بالعلاقات الثنائية بين الجمهورية العربية السورية وروسيا الاتحادية، وقد جرى هذا التأكيد في مضمون الرسائل المتبادلة بمناسبة الذكرى السبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الجمهورية العربية السورية وروسيا الاتحادية. وقد تمّ تبادل هذه الرسائل بين نائب رئيس مجلس الوزراء السوري وليد المعلم ووزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف.
شدّد لافروف في رسالته على تأييد بلاده لثبات وسيادة سورية واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، وأكّد على استمرار الوقوف إلى جانب الشعب السوري. أما عن رسالة المعلّم الى نظيره الروسي، فقد أكّد فيها المعلم على الاعتزاز بالمستوى الرفيع الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين الصديقين والتي أصبحت مثالًا يحتذى في آلعلاقات بين الدول. وأشار المعلّم الى أنّ سورية قيادةً وشعبًا تنظر بكلّ التقدير والعرفان إلى المواقف التاريخية لروسيا الاتحادية، بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين، الداعمة لسورية في مواجهة الحرب الكونية التي تتعرض لها من قبل أصحاب الفكر الظلامي والإرهابي الأعمى، فسوريا قد اكتوى شعبها بنار الإرهاب الوحشي وهي مصممة اليوم أكثر من أيّ وقتٍ مضى على دحر الإرهابيين دفاعًا عن سيادتها وكرامة شعبها وأمن المنطقة، بعدما ثبت جليًا أنّ الفكر التكفيري يمثل تهديدًا جديًا للأمن والسلم والاستقرار في المنطقة والعالم، "الأمر الذي يستوجب من البعض الذي قدّم الدعم وتغاضى عن هذا الإرهاب إعادة النظر بسياساته".