الإيباك  .. مخلب صهيوني في وجه العرب!..بقلم: د.بسام الخالد

الإيباك .. مخلب صهيوني في وجه العرب!..بقلم: د.بسام الخالد

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٢٢ يوليو ٢٠١٤

Bassamk3@gmail.com
تنتشر المنظمات اليهودية في جميع أنحاء العالم وتنشط نشاطاً سياسياً ومالياً بشكل محموم لدعم إسرائيل، وتمثل جهازاً منيعاً وهاماً للدفاع عنها، وتأتي منظمة الإيباك الأمريكية في طليعة هذه المنظمات من حيث التغلغل داخل المجتمع الأمريكي منذ تأسيس أمريكا في القارة الجديدة.
منظمة الإيباك هي اللوبي الصهيوني الأقوى المعتمد رسمياً في لجنة الشؤون العامة الأمريكية – الإسرائيلية في الكونغرس، وهي التي تتحكم بالسياسة الأمريكية والكونغرس معاً.
في كتابه الشهير "من يجرؤ على الكلام" يقول السيناتور الأمريكي بول فندلي: "إن لرئيس وزراء إسرائيل من التأثير في سياسة الولايات المتحدة الخارجية في الشرق الأوسط أكثر ممّا له في بلاده ذاتها".
ويضيف فندلي موضحاً قوة هذه المنظمة التي يعتبرها فرعاً من فروع الحكومة الصهيونية قائلاً: "هذا الفرع الحقيقي للحكومة الإسرائيلية يشرف على الكونغرس وعلى مجلس الشيوخ وعلى رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية والبنتاغون، وكذلك على وسائل الإعلام، ويمارس تأثيره في الجامعات وفي الكنائس على حد سواء".
منظمة إيباك هذه تنظم كلّ عام كرنفالاً سياسياً ومالياً كبيراً في الولايات المتحدة تدعو إليه شخصيات أمريكية مختلفة (سياسيين ورجال أعمال وأدباء وفنانين ورؤساء سابقين ومرشحين للرئاسة)، ويتحول هذا الكرنفال إلى مزاد يتسابق فيه المدعوّون لتقديم الولاء لدولة إسرائيل، خصوصاً المرشحون للرئاسة، وقد كان الرئيس بوش في هذه الكرنفالات الأكثر تمجيداً لإسرائيل، وكان دائماً يجدد لهم الوعود بمتابعة العطاء والحماية والدعم ضد من أسماهم أعداء الساميّة، (أي العرب تحديداً)، لكن من (يجرؤ على الكلام)؟!
 قد يكون  السيناتور الأمريكي بول فندلي من أبرز السياسيين والكتاب الأمريكيين، الذين أشاروا إلى خطورة التغلغل الإسرائيلي في مفاصل المجتمع والدولة الأمريكية لدرجة أنه فقد موقعه في الكونجرس، بعدما اكتشف الحقيقة المقلوبة في بلده، إذ تقوم الولايات المتحدة بدعم إسرائيل المغتصبة للحقوق العربية، دون وازع من ضمير أخلاقي، وقيم ديمقراطية، ومبادئ حق تقرير المصير، ووجّه أصابع الاتهام إلى القوى السياسية الأمريكية المخترَقة من قبل اللوبي الصهيوني.
لقد خلص فندلي إلى أن جميع الوسائل صالحة لدى الإيباك بدءاً من الضغط المالي إلى الابتزاز الأخلاقي مروراً بمقاطعة وسائل الإعلام ودُور النشر إلى التهديد بالموت، وخلص إلى القول: "كل من ينتقد سياسة إسرائيل ينبغي أن يتوقع انتقاماً مؤلماً ومستمراً، فالرئيس يخاف منظمة الإيباك والكونغرس يُسلّم بمتطلباتها كلها, وأكثر الجامعات نفوذاً تحرص في برامجها على أن تستبعد كل ما يعارضها وعمالقة وسائل الإعلام والقادة العسكريون يخضعون لضغوطها".
 مجلة "كيفونيم" التي تصدرها المنظمة الصهيونية العالمية بالتعاون مع منظمة الإيباك تحدّثت حول خطط إسرائيل الاستراتيجية تجاه مصر وبعض الدول العربية قائلة: "غدت مصر جثة هامدة بعد اتفاق السلام مع إسرائيل، والمواجهات تتزايد شدتها بين المسلمين والمسيحيين، وهذه فرصتنا لتقسيم مصر إلى مقاطعات جغرافيّة وهذا هو هدفنا السياسي على الجبهة الغربية، وإذا ما تفككت مصر على هذا النحو، وحُرمت من سلطتها المركزية فسوف تعرف بلدان أخرى مثل ليبيا وبلدان أبعد الانحلال ذاته"..!
وتضيف المجلة: "إن تشكيل دولة قبطية في الصعيد، وتشكيل كيانات مناطقية صغيرة قليلة الأهمية هو مفتاح تطور تاريخي، يضاف إليه تجزئة لبنان إلى خمس مقاطعات، وتشظي سورية والعراق إلى مناطق محددة على أساس معايير عرقية أو دينية، كل ذلك ينبغي أن يكون على المدى البعيد هدفاً، له الأفضلية عند إسرائيل، والمرحلة الأولى هي تدمير القدرة العسكرية في هذه البلدان"!
أليس ما يحدث في بلداننا العربية اليوم هو ما خططت له "إسرائيل" بالتعاون مع الإيباك، وتحاول تنفيذه في سورية والعراق، ولاحقاً في لبنان بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها؟!.