جعجع لجنبلاط: لقد سببت لى احباط

جعجع لجنبلاط: لقد سببت لى احباط

تحليل وآراء

الأربعاء، ٢٣ أبريل ٢٠١٤

لم يهنأ جعجع بترشحه,كان يتطلع الى اصوات كتلة وليد بك ومن انشقوا عنه,ارسل الحكيم وفوده الى كتل اراد ان يستمليها,حقا انها الكتلة التي ترجح كفة الميزان, لقد اجاد جنبلاط اللعب بمشاعر المتناحرين,يعتبر نفسه انه وسطي ,اثنى على رفاقه الوسطيون, ميقاتي وسليمان,عرّج على7 أيار ومن انه يوم اسود في تاريخ لبنان,في نفسه غصة, لأنه سبب ما حدث باستهدافه اتصالات المقاومة في 5 ايار, فكان الرد سريعا وحاسما قبل انقضاء 48 ساعة (فاق الانذار السوفييتي الذي كنا نتداوله فيما بيننا من حيث جدية الامور ), استذكر اعلان بعبدا, ردد ما ذكره سليمان بالخصوص,كلمات قالها على عجل, فالأمور اصبحت من الماضي,الحاضر هو الاهم من وجهة نظره, اراد ان يخرق الصمت الذي يلف بفريق 8 اذار,في نفس الوقت رفع الكارت الاحمر في وجه جعجع ومن معه,ليخرجوا من الحلبة,مخيبا امالهم من حيث انه لا يوجد مرشح غير الحكيم خاصة بعد ان اعلن ميشال عون من انه لن يترشح اذا لم يضمن التوافق عليه.
جعجع وكما صرح علانية انه يحتاج الى 6 اصوات فقط,كلام وليد بك اليوم وإطرائه لميقاتي يوحي بان ميقاتي ومن معه من النواب لن يصوتوا لجعجع (لأن الطرابلسيين,لن يغفروا لجعجع جريمته بحق ابنهم رشيد كرامي), وإن يكن المرشح الوحيد. حتما سيختارون غيره, قد يجدون ضالتهم في المرشح الذي اختاره صاحبهم وليد بك “هنري حلو” الذي قال عن نفسه انه توافقي ومستعد للتحاور مع اي كان لما فيه مصلحة لبنان.على اي حال اعتقد ان وليد بك لن يذهب بترشيح جعجع احتراما لمشاعر آل كرامي, الذين لم يصدقوا ان قاتل ابنهم يسرح ويمرح خارج السجن,فما بالك بان يكون رئيسا,انها ولا شك ايام جد عسيرة بالنسبة لآل كرامي وقد ادار لهم آل الحريري ظهورهم غير آبهين بمقتل رشيد,بل يمدون اليد له لجعله رئيسا.
كتلة الكتائب وبعد ان اطمأنت الى ان جعجع لن يفوز بالجلسة الاولى خاصة بعد موقف جنبلاط,اعلنت وقوفها الى جانب جعجع,ذلك لن يفيده في شيء,وإنما اشعاره بان قوى 14 اذار بأكملها تقف معه,الصديق وقت الضيق, ومهما يكن من امر فالرئيس الجديد من وجهة نظر هؤلاء يجب ان يكون منهم.
وليد بك كان بيضة القبان في عديد المناسبات,فهل سيستغل ضعف القوتين بالبلد, ويعمد الى استمالة الاخرين للتصويت على مرشحه,وبالتالي يصنع الرئيس العتيد, ام انه سينحاز الى اي من المرشحين بالدورة الثانية ويرجح كفة من يريد, من يدري فكل شيء جائز في لبنان,كما كل شيء متوقع من زعيم المختارة,المتقلب في ارائه تقلب الطقس في هذه الايام,وان كانت علاقته بالرئيس بري قد لا تجعله يغرد بعيدا عنه,وقد اعرب في اكثر من مرة حرصه على العيش المشترك لأهالي الجبل حيث يتواجد الدروز والشيعة والمسيحيين, وعدم تكرار ما حدث للمسيحيين من تهجير عن قراهم ابان الحرب الاهلية بلبنان,بل لا يزال بعض المسيحيين يعيشون خارج قراهم الى يومنا هذا.
السؤال هل سيعمد تيار المستقبل وتكتل التغيير والإصلاح الى ابرام تفاهمات؟ يتم بموجبها انتخاب عون رئيسا للدولة والحريري رئيسا للحكومة خاصة وان بري وحزب الله لا يمانعون في “التخريجة” ,فلطالما دعى الرئيس بري سعد الحريري للعودة الى لبنان ولا مانع من ان يكون رئيسا للحكومة, وبالتالي تفويت الفرصة على وليد بك الذي قال عن مرشحه بأنه مرشح جامع ليس للمناورة وليس للوصول الى هدف اخر, ام ان الجميع ينتظرون توافقا اقليميا لحل مشكلة الرئاسة في لبنان.ان غدا لناظره قريب.