سورية ستنتخب ...

سورية ستنتخب ...

تحليل وآراء

الأربعاء، ٢٣ أبريل ٢٠١٤

القرار صدر, والشروط أصبحت معروفة, الصناديق الانتخابية باتت محل ترقب فيما بينها حتى يوم افتتاحها وكم من الناخبين سيُقبلون لملء أصواتهم بخيار يكون الاكثر اجماعا يبين أكثرية, الأوراق لا تتطلب قراءات عميقة بعد ثلاث سنوات من الطحن السياسي والعسكري, والاسد ليس بحاجة لدعاية انتخابية كما يجمع بعض المراقبين, زيادة التصعيد قادمة, والقبة البرلمانية حسمت أمورها بشأن العمل لاختيار رئيس المرحلة السورية القادمة.
في قانون الانتخاب السوري المدرج ضمن دستور البلاد المقر عام 2012, تعددية سياسية, واكثر من مرشح’ إضافة لشروط تم التوافق عليها بين اعضاء مجلس الشعب السوري, أهمها ان يكون مواطنا عربيا سوريا, مقيما في سورية لعشرة سنوات متتالية, إضافة لقطعه الأربعين من العمر, متمتعا بحقوقه السياسية والمدنية, عند استيفاء الشروط المطلوبة واجماع خمسة وثلاثين عضو من ممثلي الشعب على للمرشح يحق له أن يدخل باب الترشيح المفتوح لمدة عشرة ايام من تاريخ 22/4/2014.
لجنة قضائية سورية ستشرف على سير العملية الانتخابية, عندما يتقدم الناخبون السوريون للإدلاء بأصواتهم ولكن هذه المرة داخل وخارج البلاد, بمواعيد حددت على يومين, 28 أيار القادم للمواطنين السوريين المقيمين خارج بلادهم ويقصدون حينها السفارات السورية, اما الصناديق الاخرى, سيتم افتتاحها يوم 3/6/2014 في المراكز المحددة ضمن المحافظات السورية.
موقع المنار الالكتروني من العاصمة دمشق, حصد توقعات الخبراء, وتطلعات فئات من الشعب السوري, فخلال جولة قام بها الموقع في شوارع عدة من دمشق, تبين أن السوريين مستعدون ومنتظرون, ويرون انه واجب وحق يجب القيام بها لإنقاذ الوطن في هذه المرحلة التي يعدها الجميع أكثر المراحل حساسية في تاريخ البلاد, فاختيار الرئيس والتصويت له ضمانة من أهم ما سيقوم به الشعب لدرء أخطار يرونها متعلقة بعملية الانتخابات, وبرأيهم هي إسكات الأصوات التي تعتمد موضوع الشرعية والنزاهة التي تم خلالها وصول الرئيس إلى سدة الحكم, وفي السياق ذاته نسبة كبيرة ممن التقيناهم في الشارع السوري, مواطنون يؤمنون بأن الرئيس بشار الاسد هو ضمانة لعودة الامان للبلاد والتخلص من الإرهاب الذي يضرب البلاد منذ ثلاثة سنوات, بينما لم يبدِ آخرون برأيهم واحتفظوا به ليوم الانتخابات لاختيار رئيسهم, باعتبارها ستكون عملية سرية.
من استطلاع رأي الشعب إلى رأي الخبراء, فمن المحللين السياسيين الذين التقاهم موقع المنار فيما يخص موضوع الاستحقاق الرئاسي السوري, الدكتور بسام ابو عبدالله مدير مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية, والدكتور أسامة دنورة الباحث والمحلل السياسي.
الأسد يحظى بما لا يحظى به أي مرشحا آخر:
يرى الدكتور دنورة أن الأسد يحظى بثقة قوى فاعلة اجتماعياً وسياسياً فهو برأيه "يحظى بثقة الأحزاب بما فيها الغالبية من الأحزاب الجديدة التي نشأت بعد الأزمة، يحظى بثقة قوى مفتاحية فيما يتعلق بالاقتصاد السوري، يحظى  إلى حد بعيد بثقة الطبقة الوسطى والبورجوازية المدنية، يحظى بثقة المثقفين والأكاديميين وخريجي الجامعات كضمانة أساسية في وجه ما أسماه دنورة (مشروع النكوص القروسطي - الديني التكفيري)، كما يحظى بثقة قطاعات واسعة من سكان الأرياف الذين ينظرون إليه كأمل في استعادة الاستقرار السياسي والأمني والمعيشي إلى الريف، كما أنه يحظى بثقة وتأييد رجال الدين المعتدلين البعيدين عن الاسلام السياسي والذين يمثلون رقماً مفتاحياًايضا فيما يتعلق بقطاعات مهمة من الرأي العام.."
كلام الدكتور أبو بسام عبدالله جاء متوافقا مع ما ادلى به دنورة حول الرئيس الاسد كمرشح رئاسي للفترة القادمة, ويستطرد أبو عبدالله بأنه لا بد من إجراء الانتخابات منوها إلى ردات فعل متوقعة من قبل الغرب, خاصة الداعمين للحرب على سورية, ويؤكد أهمية التحدي لدى السلطة الحالية في خوض هذه المعركة الانتخابية, حيث تدخل - برأيه الانتخابات, مستمدة ثقتها من التوافق الشعبي على الأسد, داعيا المعارضة إلى تقديم مرشحا, ويقول " من لديه ملايين لا يخشى من خوض الانتخابات".
البرامج الانتخابية لم تطرح بعد, لكن من الواضح أنّ:
"الرأي العام سيكون الحكم الأول والأخير فيما يتعلق بالبرامج الانتخابية، وسيلعب الإعلام المعتدل دوراً أكثر فاعلية في التأثير على الرأي العام بالمقارنة مع الإعلام الذي تورط في دعم مشروع ما يسمى "الربيع العربي" والذي تظهر المؤشرات أنه فقد مصداقيته السياسية والمهنية إلى حد بعيد، ومما لاشك فيه لدى الدكتور دنورة  أن القدرة على إنهاء الأزمة واستعادة الاستقرار ستمثل العنصر الأبرز في الحكم على أي برنامج انتخابي، يتلوها امتلاك رؤية واضحة فيما يتعلق بالمصالحة الوطنية وإعادة الإعمار على قدم المساواة..
المشروع سقط وانتهى!!! ...
يرى الدكتور بسام ابو عبدالله ان "المشروع الغربي بإسقاط الدلة السورية قد سقط وانتهى, انكشف وتعرى واصبح  حتى بلا ورقات التوت", كما تساءل عن المصير الذي وصفه بالواضح لدى اشخاص خاضوا من الخارج دورا في قيادة الإرهاب, ودعمه, مؤكدا ان هؤلاء الأشخاص انتهوا وذهبوا مع المشروع بعد انتهائه وفشله, وما تبقى من اوراق برأيه هي أوراق للتفاوض والاستنزاف وهذا واضح, جائلا ببلدان خاضت تجربة ما يسمى الربيع العربي, والمصائر التي وصلت إليها, منوها إلى أن انتهاء المشروع يعطي صانعي المشروع المنتهي خيار جديدا ومتوقعا في التشكيك بالانتخابات القادمة.
بدوره دنورة في هذه النقطة لم يختلف عن ابو عبدالله بالمضمون فبرأيه "مما لاشك فيه أن الدول الداعمة لمشروع استهداف سورية كموقع جيوبوليتيكي ودور إقليمي ستبذل ما بوسعها للتمسك ببقايا مشروعها الذي اعتمد آلية انقلابية شعبوية متبوعة بحراك عسكري ميليشياوي متمرد يصبان كلاهما في مصلحة تغييب الإرادة الحقيقية للشعب السوري التي حملت تاريخياً مخزوناً عروبياً مبدئياً ممانعاً للاحتلال الاسرائيلي والهيمنة الغربية، وبموازاة ذلك تظهر مؤشرات على يأس القوى الداعة لاستهداف سورية من نجاح مشروعها وهو ما تجلى بتنحية بندر وفورد والابراهيمي وقبله الحمدان ومرسي والتفكك الواضح في بنية المجموعات المسلحة وغطاؤها السياسي المتمثل في الائتلاف، إذاً ستقاتل الدول المعادية قتالاً تراجعياً يهدف لتحسين موقفها التفاوضي أثناء الانسحاب، وبهدف الاستثمار المستقبلي في محاولة التشكيك في السلطة الشرعية التي ستتمخض عنها الانتخابات..".
التصعيد قادم لا محالة..
الاقوى يحدد مصير الانتخابات, والمسيطر على الارض يقدر ان يحصي اصواتا اكثر, هذه الرؤية التي يعتمد عليها الغرب كفكرة لخوض الانتخابات القادمة, والرئيس القادم مستمدا قوته من مساحات سيطرة  برايهم. لذا ينظر كل من بسام أبو عبد الله وأسامة دنورة, إلى الموضوع بتحليل منطقي وتوقعات مستمدة مما يفكر به الطرف الآخر, أي الخارجي, دنورة يقول " - تبعاً لذلك سنشهد تصعيداً ميدانياً متزايداً مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي، أما من وجهة نظر الحكومة فالعملية السياسية منفصلة عن الحرب على المجموعات المسلحة لأن الأخيرة خرجت في ممارستها "السياسية" عن الأطر الشرعية وتحولت إلى العنف المسلح الذي يهدف لتقويض وحدة الوطن واستقراره الداخلي.."
يتمم العبارة بشكل منفصل الدكتور أبو عبدالله ولكن متوافق بان "التهديد بالهاون والتفجيرات ستكون مشهدا متوقعا كما ان الامداد بالسلاح سيكون اوضح وأكبر للمجموعات المسلحة, الاستعانة بتقوية مشروع الإرهاب كأداة لضرب عملية الانتخابات ستكون معتمدة ومتوقعة ايضا, وفتح جبهات استنزاف عدة وتصعيد العمل عليها واردا جدا برايه, مستشهدا بجبهة كسب وحلب الاخيرتين مؤكدا مرة أخرى بان هذا كله يأس للمشروع "
كلام بناء على دراسات دولية..
دراسات واستطلاعات يعتمدها المحللون لتقوية ما يبحثون به حول النقاط المطروحة, فهذا بسام أبو عبدالله يستشهد بكلام جفري فيلتمان مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الأدنى, عندما كان بطهران في أيلول العام الماضي, حث أجاب فيلتمان على سؤال ايراني موجها له عن الانتخابات في سورية, ليؤكد الأميركي تخوفه وتأكد بلاده من فوز الاسد في الانتخابات, يستطرد ابو عبدالله بتساؤل "أي دكتاتور تزيد شعبيته خلال ثلاث سنوات من 50 إلى 60 بالمئة في حرب ضروس مثل هذه التي تحدث في سورية", مكملا المحلل كلامه "انها دراسات واستطلاعات امريكية وليس كلامه هو", مضيفا أن الغرب يعرقل العملية الانتخابية لهذا السبب.
"أبراهام لينكون الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الأمريكية بالفترة من 1861م إلى 1865م.الاقتراع أقوى من الرصاص، ومن يسعى لعملية سياسية سلمية ديمقراطية قولاً وفعلاً فلا مجال أمامه إلا صناديق الاقتراع".. أراد الدكتور أسامة دنورة من خلال هذا الكلام إيصال فكرة الثقة التي يتمتع بها الاسد في خوضه للانتخابات, مشيرا إلى تميزه أكثر من غيره, ومؤكدا حسب رأيه أنه ايا كان المرشحين القادمين يتمتعون بقوة فلا يمكنهم ان يكون على القدر الي يملكه الرئيس الحالي بشار الاسد.
إذاً من آراء المحللين والمراقبين, إلى تطلعات الشعب مرورا بوقائع على الارض, تبقى النتائج ولو كانت متوقعة, متروكة لكلمة الشعب الذي لا بد أن يقول بصوت واضح ماذا يريد وأن يقرر بقوة أكبر من سيقود البلاد, خاصة وأن أبو عبدالله في سياق كلامه قارن بين الأسد وأي شخص آخر من المعارضة الموجودة في الخارج, والتي حسب قانون الانتخاب حرمت من مشاركتها في الترشح تحت اعتبار مدة الاقامة داخل البلاد. ليبقى الترقب والانتظار سيد الموقف لإعلان الرئيس القادم الشرعي للبلاد, ويبقى الرئيس الأسد حسب الاستطلاعات الاوفر حظا في النجاح.