لنعد النظر في تسمية مهنة المتاعب .. بقلم: سمير عربش

لنعد النظر في تسمية مهنة المتاعب .. بقلم: سمير عربش

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٢٢ أبريل ٢٠١٤

ربما حان الوقت لنعيد النظر في تسمية مهنة المتاعب، التي أطلقت على الصحافة، منذ زمن  سقط بالتقادم.. في ذلك الزمان، كان التوقيت صحيحاً، حيث الصحفي، يتكبّد عناء الحصول على الخبر والصورة، وكل أنواع الأعمال التي تقوم عليها الجرائد والمجلات، سعياً وراء السبق أو الإثارة السياسية والاجتماعية.
وفي ذلك الزمان أيضاً، كان الإعلام المكتوب والمسموع، في مركز الصدارة، إلى أن طغى عليه الإعلام المرئي.. ثم الإلكتروني، نتيجة ما سُمي بثورة الاتصالات، إذ تحول العالم إلى قرية صغيرة.
وفي غمرة كل ذلك، برزت إشكالية جدلية، تمحورت حول مقولة الإعلام الحر، ونقيضتها، مقولة الإعلام الملتزم، ولكمْ تباهى أنصار الأولى بقدرتهم على نشر كل ما يتاح لهم، بعيداً عن أية رقابة، فيما كان أنصار الإعلام الملتزم، مكبلين برقابة الأنظمة التي غالباً ما وُصفت بالتشدد والصرامة.
أما في هذا الزمن الرديء فعلاً وقولاً. لم يبق للإعلام المكتوب سوى القارئ التقليدي لصحيفته أو مجلته المفضلة. ذلك أن القواعد تبدلت أمام الآلاف من الفضائيات التي استباح ممولوها كل ما يخطر ولا يخطر على البال، بما في ذلك من محرمات..
ثمة غزو فكري كسر الحواجز والقيم الإنسانية، وثمة عهر سياسي غير مسبوق، وثمة تنافس أرعن على استقطاب الملايين من مشاهدي الفضائيات، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي  وكل ذلك باسم الحرية التي كانت وما زالت عنواناً لجرائم مرعبة بلغت حدّ قطع الأرزاق والأعناق.
أما بعض المؤسـسات الإعلامية الملتزمة  فقد كانت في وقت ما خاضعة لمزاجية المشرفين عليها، لكأنها ملك لهم، فراحوا يتحكمون بكوادرها وأموالها ووفق مصالحهم الشخصية. ولهذا نطلب إعادة الحسابات في هيكلية الإعلام الملتزم الذي يتصدى لكل حملات الافتراء والتضليل التي تحاول النيل من مواقف وطننا الحبيب، وفي الوقت عينه نطالب بدعم الإعلام الخاص الذي يشكل الرديف الرئيس للإعلام الوطني، ذلك إن أصحابه، يؤمنون طوعاً، برسالة الصحافة، وبالكلمة الموضوعية.. إنهم يا سادة، قوم شرفاء، لم ولن يروا في مهنة المتاعب أنها سبيل للارتزاق.