الرؤساء القادة (5- 15) .. بقلم: ميساء نعامة

الرؤساء القادة (5- 15) .. بقلم: ميساء نعامة

تحليل وآراء

السبت، ١٩ أبريل ٢٠١٤

فترة السبعينيات من القرن الماضي شهدت أضخم الأحداث التاريخية وأصعبها. فبعد نكسة حزيران 67 كان لابد من تعبئة الجيش السوري ورفده بأحدث الأسلحة الروسية المتطورة، كما تم تدريب أفراد الجيش العربي السوري على أهم فنون القتال، إضافة إلى تنمية الفكر البطولي والعقائدي، فأسس القائد حافظ الأسد لمؤسسة عسكرية متكاملة البنيان.
بعد الانتصار التشريني 73 بقيادة الرئيس حافظ الأسد، كان لابد من تمتين التحالفات الاستراتيجية، فإلى جانب الحليف الروسي وجد الرئيس الأسد بانتصار الثورة الإسلامية الإيرانية التي أغلقت السفارة الإسرائيلية ورفعت العلم الفلسطيني، الحليف الاستراتيجي لنصرة القضايا العربية، الأمر نفسه يتوافق مع دول عدم الانحياز.
ورغم يقينه بأن جلسات الجامعة العربية كانت منفتحة على الغرب الاستعماري إلا أن الرئيس الأسد استمر في علاقات عربية عربية لعل رؤساء وملوك تلك المرحلة يقتنعون بأن المصير العربي لا يمكن أن يقرره إلا العرب. ما حدث في سورية في تلك الفترة لم يرُق للغرب الاستعماري؛ فبدأ المطبخ السياسي العالمي بتحضير طبخة سامة للمنطقة العربية، لاسيما وأن إسرائيل لم تبلع انتصار تشرين فوقفت دول الغرب مجتمعة إلى جانبها وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية. بينما كانت سورية تخطط لعملية ازدهار كبيرة تشمل جميع المرافق السورية وتمتين تحالفاتها الاستراتيجية، والإعداد لتضامن عربي شفهي كأضعف الإيمان.
حرّكت الدول الغربية الجبهة الداخلية السورية عبر تنشيط الإرهاب وإلهاء الرئيس الأسد بمشكلاته الداخلية، في هذه الأثناء كان المطبخ العالمي يعدّ لفصل مصر عن عروبتها وحصلت النكسة الثانية للعرب بعد زيارة السادات للقدس المحتلة. نجح الاستعمار في إقصاء مصر عبر معاهدة الاستسلام التي أعادت سيناء وأصبحت مصر كلها للعدو الصهيوني، كما نجح بإلهاء سورية في حربها ضد الإرهاب، الأمر الذي دفع الرئيس الأسد إلى استعجال الانتصار على الإرهاب، وبدء عمليات النهضة الداخلية.
ما تحقق من ازدهار داخلي أساسه الأمن والاستقرار، لم يثن الرئيس الأسد عن التفكير في القضية المركزية بالنسبة لسورية، فلسطين المحتلة، فما تزال عينه على العدو الجاثم على القلب العربي في فلسطين العربية المحتلة من قبل العدو الصهيوني، والجولان المحتل والجنوب اللبناني والضفة الغربية، فدخل معركة السلام من باب الندّية والقوة لا من باب الضعف والاستسلام والمسارات المنفردة، بالتوازي دعم جميع حركات المقاومة في فلسطين العربية والمحتلة والمقاومة اللبنانية. وكان الهاجس الدائم عند الرئيس حافظ الأسد إيقاف تمرير مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي بدأ مع معاهدة كامب ديفيد واستشعر بأنه لن يقف عنده. فدعم المقاومة اللبنانية ليغمض عينية على وقع انتصار المقاومة اللبنانية في حزيران 2000 .