«كاسة» شاي لجيش الاحتلال.. بقلم: ايفين دوبا

«كاسة» شاي لجيش الاحتلال.. بقلم: ايفين دوبا

تحليل وآراء

الأربعاء، ٢٢ أغسطس ٢٠١٨

ستكون المنافسة حامية الوطيس قطريا وسعوديا، في أي مواجهة مقبلة، لمن يقدم كؤوس الشاي علنا لجيش الاحتلال الإسرائيلي، إلى ذلك الحين، سكون التنافس خفيا بشكل ما دون ألا تشتعل النار وتبعث دخانها في الأجواء وهو ما يجري حاليا لاسيما، بعد كل مناسبة تخص المواجهة مع الكيان الصهيوني.
التخفيف على الجبهة الداخلية الإسرائيلية مهمة محضة تتسابق دوائر الرياض وقطر على الفوز بها، الأمر بات شبيها بإعلان مناقصة بظرف غير مختوم تقدمها تل أبيب لتتسابق عليها الدوحة والرياض، والمطلوب هو ألا تشعر «إسرائيل» بالخوف مما ينتظرها أمام رأيها العام من خلال تمييع ما تعرضت له عسكريا على يد المقاومة، طالما أن تل أبيب محتارة فيما يخص خوض مغامرة جديدة وهي لا تزال تقف على «رجل ونصف».
لم يعد الترويج السعودي القطري، غير المتناسق، حول القدرات المتنامية التي تبرز بوجه «إسرائيل» استفزازيا كما كان سابقا، بل أصبح مثيرا للسخرية ولا يساوي الوقوف عنده لأن نطاق جمهوره الضيق بات هو نفسه الأكثر تكذيبا لما يقال على تلك الألسنة، حتى أن ذلك الجمهور بات يعتقد بشدة أن تلك الألسنة ورطته في محاكمات لم تعد عليه إلا بالخيبة والفشل والجلوس على الهامش بانتظار شأن ما يعيدهم إلى مكان هامشي قريب مما يجري على الساحة.
وأيضا، لم يعد الترويج الذي تنشره السعودية وقطر وعمليات التمييع، قادرة على تناول الحدث إلا من خلال خطاب خشبي يتحدث في العموميات، حيث أن العين الإسرائيلية لم تعد ترى كل ما يعد حولها، ولا تستطيع التوقع على الإطلاق، فما بالكم بتلك العيون التي تحاول أن تترصد أي شيء لتتحدث عنه في ذات السياق.
الأكثر من ذلك، أن تكذيب الترويج من هذا النوع بات يخرج من أفواه قادة «إسرائيل» العسكريين والأمنيين الذين لا يجدون بدا من الاعتراف بالعجز أمام القدرات العسكرية المتنامية في قبالتها، إنهم أكثر حديثا الآن عن كيفيات تحاشي المواجهة مهما كانت ملحة، ويوقعون الدراسات الأمنية التي تتناول حجم الضربات التي سيتلقاها الكيان العبري فيما لو اضطر لخوض مغامرة لن تنتهي بحسب القادة الإسرائيليين العسكريين أنفسهم، بانتصار أو بأي شيء يشبهه.
أيا بلغ حجم ما تريد قطر والسعودية أن تقدمانه، فهو لن يتجاوز في وزنه «كاسة شاي» تقدم لجيش الاحتلال وينتهي مفعولها بنهاية الكمية المقدمة، لذلك لا ترى تل أبيب في هؤلاء شركاء جديين، هم في نظرها ليسوا أكثر من حشم مهمتهم جلب ما يطلبونه من المطبخ وإعادته بعد الاستهلاك، فيما على الإسرائيليين الانصراف إلى همومهم الموجعة لرأس الكيان العبري.
عاجل