قراءة في سير المعارك في جنوب سورية.. بقلم: كمال خلف

قراءة في سير المعارك في جنوب سورية.. بقلم: كمال خلف

تحليل وآراء

الجمعة، ٢٩ يونيو ٢٠١٨

المعارك الطاحنة في الجنوب السوري هي عنوان المشهد حتى الآن، مأتم انجازه حتى اللحظة يتلخص سيطرة الجيش السوري على منطقة اللجاة بشكل كامل، وبلدتي بصر الحرير ومليحة العطش والانتقال المحتمل بعد ذلك إلى المناطق الجنوبية الشرقية للمحافظة.
يبدو من خلال خارطة المعارك وتحرك القوات أن الجيش السوري يستخدم طريقة العزل وتقطيع مناطق سيطرة الفصائل المسلحة، لمنع فتح جبهة مشتركة في مواجهته، وهو ذات التكتيك الذي أتبعه الجيش السوري وحلفاؤه في السيطرة على الغوطة الشرقية لدمشق.
الملاحظ أن الجيش يتحرك في نطاق أرياف الجنوب، وسيحاول الالتفاف على منطقة درعا البلد ومحاصرتها بدلا من البدء باقتحامها تمهيدا للتفاوض، لاعتبارات تتعلق بتركز كتلة كبيرة من المقاتلين فيها بالإضافة إلى تجمع إعداد كثيفة من المدنيين.
وفي قراءة أولية لسير المعارك فإن الواضح جغرافيا،هو أن القوات بدأت محاور قتال تهدف للوصول إلى معبر نصيب الحدودي مع الأردن والسيطرة عليه بشكل كامل، اندفاع القوات نحو منطقة غرز والواقعة بين درعا البلد وبلدة نصيب الحدودية يؤكد هذه القراءة.
كذلك محاولات الجيش السوري قطع خطوط إمداد الفصائل بين منطقة طريق السد و درعا البلد باتجاه الحدود الأردنية.
في الوقا الذي تضغط فيه حاليًا على منطقة الصوامع للسيطرة على بلدة أم المياذن وبالتالي الوصول إلى نصيب.
وبناء على هذه المعطيات فإن المرجح أن تفتح القوات خلال الساعات المقبلة محورًا من مدينة خربة غزالة، وآخر من درعا المحطة للوصول إلى معبر نصيب أيضًا.
ويشارك حزب الله في المعارك وهو ما اعترضت عليه واشنطن بعد تحذير إسرائيلي من خطر اقتراب حزب الله أو القوات الإيرانية من حدودها مع سوريا، وعلى عكس ما نشرته مواقع المعارضة من أن مقاتلين الحزب يقاتلون بلباس الجيش السوري مراعاة لحساسية المنطقة، فإن حزب الله يقاتل علنا وضمن تشكيلاته التقليدية ،وهذا ربما يؤشر إلى أن المعركة جرت تحت حكم الأمر الواقع . بيد أن سلوك واشنطن تجاه سير المعارك يشي بأنها تجري ضمن” كونترول” التفاهم الأمريكي الروسي، وهذه الاحتمالات والمؤشرات تبقى حتى اللحظة موضع تساؤلات كثيرة مع ضبابية مواقف خصوم دمشق من التقدم الافت الذي أحرزه الجيش السوري وحلفاؤه حتى الآن، مصدر سوري مطلع افادنا بأن المعارك لا تجري تحت سقف أي تفاهم بالنسبة لدمشق، وأن الأمريكيين أسقط بيدهم وأصبحوا أمام الأمر الواقع وهم لا يستطيعون فعل شيء حيال ما يجري في الجنوب، أما إسرائيل فهي لا تستطيع إعلان الدعم العسكري العلني لفصائل الجنوب، لأن هذا سوف يعزز شرعية هجوم الجيش السوري لاقتلاعهم، وسوف يلقي ذلك بتداعيات على إسرائيل في حال هزيمتهم.
خاصة مع بروز مؤشرات على انهيار تلك الجماعات تمثلت بإعلان ​الاعلام الحربي أن “450 مسلحاً من بلدة شعارة بريف درعا الشمالي الشرقي سلموا أنفسهم للجيش السوري لتسوية أوضاعهم.
كما لجأ مئات الأهالي من مدينة داعل وبلدة ابطع في ​ريف درعا الشمالي إلى نقاط ​الجيش شرق وجنوب المدينة معلنين رفضهم لسيطرة المجموعات المسلحة على مناطقهم.
وبالتوازي خرج أهالي بلدة الغارية الشرقية بريف درعا الشرقي بمسيرة مؤيدة للجيش السوري رافعين العلم الوطني للجمهورية السورية، رغم أن البلدة ما زالت تخضع لسيطرة الفصائل المسلح، كل ذلك تبدو أعراض لحسم المعركة لصالح الجيش السوري وحلفائه، وحتى الآن تسير المعارك حسب مصادر عسكرية سورية كما هو مخطط لها.
رأي اليوم