سيناريوهان لما بعد تصفية «داعش» .. ميدانياً من سورية والعراق

سيناريوهان لما بعد تصفية «داعش» .. ميدانياً من سورية والعراق

تحليل وآراء

الأربعاء، ٢٦ أكتوبر ٢٠١٦

يعتقد محللون سياسيون في الموقع الإلكتروني (أنتي وور) الأميركي أن معركة سورية والعراق بشكل خاص لتصفية مجموعات «داعش» وسيطرتها قد ينتج عنها «سيناريوهان» أحدهما إذا لم تستغرق الحرب على «داعش» وأنصارها زمناً طويلاً والآخر إذا طالت هذه الحرب بأشكال شتى متقطعة لسنة أو أكثر… ففي السيناريو الأول وهو الذي يحتمل تحقيق نجاح حاسم في هذه المعركة خلال ستة أشهر أو سنة ستنتقل المنطقة كلها إلى مرحلة جديدة تبتعد فيها احتمالات الصدام الروسي الأميركي لتصبح عملية مواجهة الاختراقات التركية لكل من العراق وسورية على جدول عمل لا تستطيع فيه تركيا الاعتماد على الاتحاد الأوروبي بينما تنشغل الإدارة الأميركية الجديدة بعد أوباما بجدول عمل إعداد الخطط الخاصة بها أو مراجعة الخطط التي أعدتها إدارة أوباما للاستفادة منها أو متابعتها.
في السيناريو الآخر الذي يحتمل استغراق حرب العراق وسورية على «داعش» ميدانياً أكثر من سنة أو سنتين، يرى المحللون الأميركيون أن «داعش» ستوسع عملياتها لتشمل دولاً أخرى مجاورة في الأردن وتركيا وبطريقة تلعب فيها تركيا دور باكستان حين شكلت بحدودها وبدعمها قاعدة لمجموعات طالبان الإرهابية.
ويعزز أصحاب هذا السيناريو رأيهم بموجب ما يرى «جيلبيرت دوكتورو» المتخصص بشؤون أميركا وروسيا بابتعاد سياسة «حافة الصدام العسكري» عن جدول العمل الأميركي في الأشهر المقبلة بعد أن جرى التلويح به من واشنطن واستعداد موسكو لمثل هذا الخيار بشكل واضح وعلني.
وفي تحليل حول وضع الشرق الأوسط بعد احتمال الانتصار الميداني على «داعش» في الموصل والرقة، تتوقع صحيفة «وول ستريت جورنال» أن تتأثر تركيا أكثر من غيرها من دول المنطقة من تزايد استخدام شعارات إسلامية تتقارب في مفهومها مع «داعش»، خصوصاً لأن أردوغان وحزبه وجميع المجابهات السياسية والأمنية التي فرضها على خصومه الأتراك ستجعل الجمهور التركي يميل إلى السير وراء سياسته الإسلامية بعد أن شكلت الأراضي التركية معبراً لـ«داعش» باتجاه سورية والعراق، كما لا يستبعد بعض المحللين ألا تكون الشخصية القيادية التي ستتزعم حركة تشبه حركة «داعش» عربية بعد انتهاء وجود البغدادي بل قد تظهر شخصية إسلامية غير عربية ذات صلات بالمنطقة، والحقيقة أنه إذا ما انتهى وجود «داعش» ميدانياً «من سورية والعراق» فإن هذا لا يعني قيام أطراف أميركية وتركية بعدم ترك فراغ إسلامي متشدد بعد «داعش»، لأن مصالح واشنطن دفعتها إلى الإبقاء على طالبان في أفغانستان حتى بعد احتلالها وغزوها في أعقاب تفجيرات 11 أيلول 2001 في نيويورك وخصوصاً أن مصلحة أنقرة وواشنطن متفقة في عدائها لكل دولة عربية تتطلع إلى بناء مجتمع وطني أو قومي… ولذلك يصبح توظيف وتسخير الإسلاميين المتشددين من حلفاء واشنطن وتركيا هو البديل الذي يمكن أن يملأ أي فراغ تخلفه داعش بعد تطهير سورية والعراق من وجودها المسلح الإرهابي.
وبالمقابل ترى إسرائيل أن العوامل التي تدفع حركة الإسلاميين المتشددين إلى الانتشار في الجوار الأردني والمصري لن تمس المصالح الإسرائيلية التوسعية، لأن سيطرة مثل هذه المجموعات على مناطق في الأردن أو سيناء ستوفر لإسرائيل إيجاد حجج ومبررات للتوسع على حساب أراضي الأردن ومصر بعد أن فرض التحالف الروسي السوري بتطوراته الأخيرة معادلة لا تستطيع إسرائيل تجاوزها على حدود الجولان المحتل وأطماعها التوسعية في تلك المنطقة.
وبالمقابل سيكون مشروع خطة إسرائيل على هذا النحو فرصة لترحيل الفلسطينيين في الضفة الغربية وبعض مناطق الجليل باتجاهين أحدهما إلى سيناء والآخر إلى أراضٍ أردنية.