هلوسة بدوي ... عندما يتحدث الجبير عن التطرف وداعش

هلوسة بدوي ... عندما يتحدث الجبير عن التطرف وداعش

تحليل وآراء

الجمعة، ٢٢ يوليو ٢٠١٦

يستمر النظام السعودي بتصعيد الأجواء الإقليمية من خلال تصريحات مسؤوليه ضد إيران، وآخر تلك التصريحات كانت المزاعم التي أطلقها جهبذ الدبلوماسية البدوية عادل الجبير، حيث زعم بأن الطائفية بدأت مع ثورة الخميني في إيران، واصفاً بأن حزب الله هو منتج إيراني طائفي.
لم يكتف الجبير بذلك حتى عرج على الملف السوري، وبلغ به الجنون للقول بأن التخلص من القيادة السورية هو بداية للتخلص من تنظيم داعش!.
أولاً: إن ثورة الخميني هي من أغلقت سفارة الكيان الصهيوني وأقامت مكانها سفارة فلسطين، ثورة الخميني هي من دعمت القضية الفلسطينية في وقت يجثو فيه النظام السعودي عند أقدام الكيان الصهيوني، وفقاً لتقارير غربية أفادت بوجود اتصالات سعودية ـ إسرائيلية وتطور العلاقات بينهما من دون أن تصل إلى إعلان تطبيع بينهما.
إيران الخميني هي أيضاً من وقف بوجه احتلال أمريكا للعراق، في وقت عمد فيه النظام السعودي لتقديم كل ما يمكن للطائرات الأمريكية من أجل تدمير العراق، ولم يكن تصريح الجبير هو الأخير، إذ أعلن تركي الفيصل قبل ذلك خلال مؤتمر للمعارضة الإيراني في باريس بأن الرياض ستعمل على دعم منظمة مجاهدي خلق الإرهابية، وهذا يبين النيات المبيتة للسعودية والمتمثلة بإشعال المنطقة من خلال إيران، بعد الفشل بتحقيق الأهداف الوهابية المرجوة في سورية.
أما فيما يتعلق بمزاعم الجبيرحول القضاء على داعش من خلال التخلص من القيادة السورية، فالغريب هو أن داعش يعتنق ذات العقيدة الوهابية الحاكمة في بلاد الحجاز، والنظام السعودي ذاته وبحسب تقارير أمريكية متورط بدعم حركة طالبان قبل سنوات طويلة وهو من ساهم بخلق تنظيم القاعدة، ثم بالتواصل مع جبهة النصرة، أيضاً ما الذي يسفر أن أغلبية قيادات وعناصر تلك التنظيمات الأصولية هي من الجنسيات السعودية؟ وكيف يمكن للجبير أن يوفق بين طلبات واشنطن التعاون مع روسيا وحليفتها سورية في الحرب ضد داعش وبين ادعاءاته بأن داعش مرتبط بالدولة السورية؟! لمَ لمْ يقم داعش بضرب أي هدف حيوي تابع للنظام السعودي حتى الآن؟ لمَ لمْ يتم استهداف أحد مساجد الوهابية إن كان هناك خلاف بينهم؟
بالمحصلة فإن ما قاله الجبير يندرج تحت بند تسعير الأوضاع وافتعال مشاكل وخلط الأوراق ببعضها، وهي عادة دأب عليها آل سعود عند كل فشل لهم.