هل التكنولوجيا نعمة أم نقمة؟.. بقلم: هنادة الحصري

هل التكنولوجيا نعمة أم نقمة؟.. بقلم: هنادة الحصري

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٢٨ يونيو ٢٠١٦

مما لا شك فيه أن التكنولوجيا دخلت حياتنا بشكل واسع،إذ إنها تتطور فعلياً بسرعات خيالية وهذا ما يظهر التوسع الضخم في مجال الشبكات الاجتماعية بمساعدة الهواتف النقالة والكمبيوترات والفيسبوك، وغيره.
هذا التطور جعل الأشياء سهلة وفي متناول كل يد ولها تأثير إيجابي حيث تلعب دوراً في توعية الفرد وبالتالي اطلاعه على كل مستجد مفيد.
قال: ألبرت أنشتاين إنه "يخاف من اليوم الذي ستتجاوز فيه التكنولوجيا التفاعلات الإنسانية لأن العالم سيسوده حينها جيل من الأغبياء"، وفي هذا محض رؤية بعيدة،إذ إن التكنولوجيا فعلاً تجاوزت الاّن تفاعلاتنا البشرية، فعلى الرغم من أنها جعلت العالم أكثر قرباً، حيث بإمكان الذين يجلسون في أماكن قصية من العالم التواصل مع الاّخر بسرعات لا يتخيلها أحد قبل سنوات قليلة مضت، وذلك التواصل لا يتم فقط عن طريق الكلمات، بل بالصور الملونة التي تنتقل بسرعة الكهرباء.
لا ننكر أنها تجربة رائعة أن يتواصل جندي في ميدان الحرب مع عائلته، فيرى طفله الذي ولد في المشفى حديثاً ويتحدث الى زوجته مباشرة عبر اللابتوب سكايب فيتبادلون مشاعر الفرح ونختصر بذلك أبعد المسافات.
السؤال الذي يطرح نفسه الاّن:على الرغم من كل هذا التقدم التكنولوجي في التواصل ألم تصبح حياتنا غير شخصية؟
لا شك بذلك فقد أقحم الاّخر في حياتنا الخاصة من دون أخذ شورتنا إضافة إلى أننا نبتعد عن بعضنا بعضاً، فالوضع أضحى مختلفاً، فبدلاً من أن نتعاطف ونحتضن بعضناً بعضاً، أصبحنا نرسل بريداًإلكترونياً أو بطاقة إلكترونية أو رسالة نصية قصيرة، وهذه البدائل تؤدي الغرض نفسه ولم يعد لتلك الكلمات الدافئة وعبارات الحب التي تجسد الحميمية الإنسانية وجود،إذ إنها لا تقال وجهاً لوجه.
وعلى الرغم من كل هذا، فقد أصبحت هذه الأجهزة تشكل نوعاً من الإدمان بالنسبة لأغلب مستخدميها، فتارة يمسكون بها لا تفارقهم، أو يضعون سماعتها في أذنهم للتحدث عبرها أثناء تنقلهم، والأكثرية تمتلك أكثر من جهاز في الوقت نفسه، والمؤسف أن الهاتف يرقد إلى جانبهم في الليل قرب الوسادة.
أخيراً: أليس في هذا الارتباط القوي بالتكنولوجيا ما يحز في النفس لغياب العلاقات الإنسانية وتلاشي مفهوم الحب الذي أصبح كلمات جافة لا تصل إلى القلب متناسين ما لحاسة اللمس من أثر في تواصلنا العائلي والاجتماعي.