هل تستفيق أمة أصابتها لعنة النوم في وهم العسل الصهيوني؟ .. بقلم: ميساء نعامة

هل تستفيق أمة أصابتها لعنة النوم في وهم العسل الصهيوني؟ .. بقلم: ميساء نعامة

تحليل وآراء

السبت، ٢٨ مايو ٢٠١٦

بينما ينشغل الشباب العربي عموماً والسوري خصوصاً في حروب وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، ينهمك العدو في رصد حالة الفراغ العملي والفراغ الفكري عند معظم الشباب، ويتدبر أمره في إيجاد الطرائق التي يحرك من خلالها القطيع كيفما تشأ وجهة الراعي الصهيوني.
جُلَّ ما كان ينقصنا هو التجسس على أدق تفاصيل حياتنا عبر بدعة "الفيس بوك" التي حولت معظم الشباب العربي إلى تنابل وعبيد لسلطان مشغلي مواقع أطلقت عليها لغتنا العربية زوراً وبهتاناً "مواقع التواصل الاجتماعي".
اليوم وقد سقطنا في العالم الوهمي حباً وطواعية وبلاهة حمقاء، تبقى الأسئلة الملحة: كيف السبيل إلى الخروج من هذه الشرنقة؟ ومتى نعلن ساعة الصفر لاحتواء الشباب وحمايتهم من فخ الجاسوسية الكبرى التي تدعى "social media" ؟!!.
إنه الفراغ القاتل الذي دفع شبابنا للانخراط في ملهاة العصر، وقبلها انزلق بهم الفراغ إلى الانسياق الأعمى خلف التطرف المقيت بشكليه الديني واللا أخلاقي.
وبعد! ما دمنا نعرف المشكلة وندرك حقيقة الخطر القادم من فكر أجوف استغله الغرب المتصهين وشكّل عقول الشباب كيفما اصطلحت عليه مصالحهم في تدمير وطننا العربي أين الحل؟
 لا يمكن أن تأتي الحلول منفردة، بل لابد من حل متكامل يطول البناء الفكري للدولة السورية، عبر منهجية علمية متكاملة تنطلق من رأس الهرم ويجري تطبيقها بقوة القانون على جميع أقسام الهرم في الدولة السورية. منهجية تراعي نسف المناهج التعليمية الحالية، وعدم الاعتماد على الحفظ والتكرار والانتقال بالتعليم إلى طرائق تعتمد إشغال العقل وتوظيف المحاكمات العقلية في العملية التعليمية، وإبطال وجود مادة الديانة التي تستبيح طرد المسلمين من حصة الديانة المسيحية وطرد المسيحيين من حصة الديانة الإسلامية، وإبدالها بمادة الأخلاق الحامل الأساس لجميع الأديان.
 منهجية تبدأ من تعديل جريء للدستور والأخذ بعين الاعتبار المساواة الإنسانية كأساس للعيش المشترك بعيداً من المزاودات الصورية وانطلاقاً من التطبيق العملي والواقعي لبنوده.
 منهجية يتشارك في وضعها حكماء سورية ممن صمدوا ووقفوا في وجه الإرهاب الفكري قبل الإرهاب المسلح، منهجية تعتمد ثورة فكرية تحرر البلاد من تكرار الكوارث الدموية بعد سنوات انتهاء الحرب على الإرهاب. فهل نبدأ بالإعداد لهذه الثورة الفكرية الممنهجة، والكف عن استغلال الوجع لبث روح الطائفية والتفرقة؟!.
القرار بيد جميع السوريين الشرفاء لكي تصبح سورية الأنموذج الذي يزيل لعنة الصهيونية العالمية.