من جنيف تلويح روسي بتأديب أحرار الشام وجيش الإسلام .. بقلم: علي مخلوف

من جنيف تلويح روسي بتأديب أحرار الشام وجيش الإسلام .. بقلم: علي مخلوف

تحليل وآراء

السبت، ٦ فبراير ٢٠١٦

على الرغم من المرونة الكبيرة التي يتمتع بها الروسي في المضمار الدبلوماسي والسياسي، إلا أنه بات قريباً من إعلان حنقه مما يجري في جنيف، صحيح أن موسكو تتقاسم الإشراف على هذا المؤتمر مع واشنطن، وصحيح أيضاً بأن هذا المؤتمر فرصة كبيرة للقوتين الكبيرتين من أجل تقاسم النفوذ الشرق أوسطي، لكن الصحيح أيضاً أن هناك دولاً وأنظمة باتت تلعب دور المعرقل لأي حل بل لأي مكسب لأنها تريد حصتها من الكعكة الجنيفية أيضاً!.
تركيا لا تريد أي دور للأكراد في العملية السياسية السورية، أنقرة ترفض وتعرقل أي حل قد يأتي للأكراد بدور يعترف بهم، وهذا وحده أحد أكثر الأسباب التي تهدد بفشل جنيف مثلاً، أما الرياض فهي تريد فرض شروطها قبل أي تفاوض ولاسيما ما يتعلق بالقيادة السورية، نظراً للشخصنة والحقد الموجودين في الربع الخالي تجاه دمشق، وما يحدث الآن من مواقف وتصريحات سعودية ما هي إلا عملية ثأرية من سورية بسبب مواقف سابقة داعمة لحزب الله، أيضاً هناك مشكلة تصنيف الجماعات المسلحة بين إرهابية و"معتدلة"، حيث تدعم الرياض جماعات متطرفة تعتنق العقيدة الوهابية ولا تختلف عن داعش سوى بالاسم، وهو ما يزعج روسيا التي ترى في كل من ميليشيا ما يُسمى جيش الإسلام وحركة أحرار الشام حركتين إرهابيتين لا يقل خطرهما على مستقبل سورية عن خطر داعش بل على الأمن القومي الروسي أيضاً.
هذا ولم نتحدث عن اختلاف المعارضة من داخلها حتى، وفد الرياض وآخر يُعرف بوفد لوزان، حتى مندوب سورية ورئيس وفدها المفاوض الدكتور بشار الجعفري أعلن صراحة بأنه لم يتلق لائحة بأسماء الجهة الأخرى من المفاوضين، وأن وفد الحكومة السورية لا يعلم من يفاوض حتى الآن!.
بالعودة للموقف الروسي فقد أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، أن التسوية في سورية تتطلب بدء المحادثات في جنيف من دون طرح أي شروط مسبقة، معتبراً أن ربط المفاوضات بملفات أخرى سواء أكانت هي ملفات إنسانية أو أخرى"، قد يعني محاولة لتقويض المحادثات، مضيفاً: إن موسكو لا ترى تقدماً يذكر في مسألة وضع قائمة للمنظمات الإرهابية في سورية في إشارة إلى تنظيمي "جيش الإسلام" و"أحرار الشام".
موسكو تعمل على دفع عجلة المفاوضات والحل السياسي بالتفاهم مع الأمريكي، ومن جهة أخرى تستمر في زيادة جرعة النيران الجوية عبر غاراتها على المواقع الإرهابية، وبطبيعة الحال فإن استهداف ميليشيات إرهابية مثل جيش الإسلام وحركة أحرار الشام هي بذات الأهمية كما هي الحال بالنسبة للأهداف الداعشية، وهو ما برز في تصريح المسؤول الروسي الذي أكد مواصلة دعم بلاده للحكومة السورية في محاربة الحركات الإرهابية وليس داعش فقط.