الدب الروسي والأسد السوري في مواجهة الحمار الأمريكي

الدب الروسي والأسد السوري في مواجهة الحمار الأمريكي

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٦ أكتوبر ٢٠١٥

ما إن بدأت روسيا بتنفيذ غاراتها الجوية في سورية ضد التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش حتى علا الصراخ من العالم الغربي وفي مقدمتهم الولايات المتحدة التي كانت تبشرنا بأن القضاء على داعش يتطلب أكثر من عشر سنوات وأن محاربة داعش يحتاج لتدريب معارضة معتدلة لتحارب هذا التنظيم المتشدد وأن عدد الطلعات الجوية تجاوز السبعة آلاف طلعة لكنه لم يقدر حتى الآن على وقف تمدد داعش !

الولايات المتحدة التي عملت على تشكيل تحالف من ستين بلد فعجزت هي والستين ( الكومبارس ) عن محاربة داعش لابل عملت على التوقف عن الحديث عن جبهة النصرة ( فرع القاعدة في بلاد الشام ) وبدأت صحفها ( المحترمة ) تنشر مقالات وآراء عن اعتدال النصرة وإمكانية التعاون معها ومع حركة أحرار الشام التي ينتمي أغلب قادتها لتنظيم القاعدة في أفغانستان حيث تدربوا وقاتلوا هناك لفترات طويلة , حتى أنها تعتبر ما يسمى جيش الفتح معارضة معتدلة وهو الذي يضم جبهة النصرة وأحرار الشام ومقاتلين أجانب من الشيشان وخليط من دول آسيا الوسطى والصين كالحزب الإسلامي التركستاني , وبحسب التقديرات فإن الحزب الإسلامي التركستاني يضم أكثر 3500 مقاتل حاربوا الجيش السوري في جسر الشغور وإدلب ومثلهم الشيشان الذين دخلوا إلى كسب وقرى اللاذقية .

خوف الولايات المتحدة وأصدقاؤها يتركز في أن يتمكن القيصر الروسي من ضرب هذه المجاميع الإرهابية بعد أن أنفقوا عليها مليارات الدولارات تسليحا وتمويلا وهو ما اعترف به الرئيس الأميركي باراك أوباما من أن بلاده أنفقت الكثير من المال لتدريب ما سماها ” معارضة معتدلة ” وما هي في الحقيقة إلا تدريب إرهابيين محترفين يقطعون الرؤوس ويبقرون البطون فهل ما فعله أنصار الشام والجبهة الإسلامية وجبهة النصرة في كسب وقرى اللاذقية الشمالية , وما فعله جيش الإسلام في مساكن عدرا العمالية يقل خطورة عن ما فعلته داعش في جميع المناطق التي دخلتها لتذهب كلها وتلتحق بالنصرة , وكذا الأمر حدث مع ما كانت تسمى حركة حزم وما يسمى جبهة ثوار سورية بقيادة جمال معروف لكن الذي لم يقله أوباما أن الولايات المتحدة ومن خلفها تركيا وفرنسا والسعودية وبريطانية وقطر هم من دربوا داعش والنصرة وجيش الفتح والحزب الإسلامي التركستاني واعتراف أردوغان بأن تركيا تدرب الآلاف وهو في طريق للقاء أولاند وهو خير دليل على كلامنا.

نعم من حق الولايات المتحدة أن تخشى على من دربتهم ومن حقها أن تخشى على النصرة ( فرع تنظيم القاعدة في بلاد الشام ) ومن حقها أن تخاف وتخشى على كل إرهابي دربته وسلحته وأرسلته لقتال الجيش السوري وتفتيت سورية وتمزيقها.

ولعل ما أعلنته هيئة الأركان العامة الروسية السبت من أن الاستخبارات تسجل مغادرة المسلحين للمناطق التي كانوا يسيطرون عليها، وأكدت أن الذعر بدأ يدب في صفوفهم، حيث أخلى حوالي 600 فرد من المرتزقة مواقعهم قاصدين أوروبا . خوفا من الضربات الروسية ولعل ترك الطيران الروسي بعض الإرهابيين يهربون إلى تركيا خير اختبار للسلطان المتغطرس الذي حشر انفه في الوحل السوري وأجج الصراع ليحقق طموحاته العثمانية .

اليوم تنهار منظومة الإرهاب بفضل تعاون الأسد السوري والقيصر الروسي .. تعاون اجتمع على حق الشعوب في تقرير المصير ومحاربة الإرهاب العابر للقارات , فالقيصر يعرف أن عدم محاربة الشيشان الذي وصل عددهم إلى ما يفوق 2500 أمر أصبح لازما حتى لا يحاربهم في روسيا وانتظروا ضربات الطائرات الصينية التي تعرف أن النظام التركي يستقدم الايغور ويدربهم ويسلحهم ليعيدهم إلى الصين لتنفيذ غاياته الإرهابية والحزب الإسلامي التركستاني خير دليل على ما نقول .

نعم لقد كشف الرئيس بوتين نفاق الغرب أمام شعوبهم أولا وأمام المواطن العربي البسيط ثانياً الذي كاد يقتنع أن داعش قضاء وقدر !!
ومن قرأ أو سمع البيان المشترك الذي أصدرته كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وقطر والسعودية وتركيا والولايات المتحدة في أنقرة ” وتصريحات قادة هذه الدول المتناقضة يتأكد من الهستيريا التي تعيشها هذه الدول على وقع الضربات الروسية للإرهاب في سورية .
لكن العالم سيبقى بانتظار رد فعل الحمار الأمريكي على ما قام به الدب الروسي لنصرة الأسد السوري !

ملاحظة : حتى ما حدا يفهمني خطأ الحمار شعار الحزب الديمقراطي الأمريكي