الإرهاب يضرب الإرهاب.. حكاية طلاق الثلاث بين داعش وعصابات المعارضة

الإرهاب يضرب الإرهاب.. حكاية طلاق الثلاث بين داعش وعصابات المعارضة

تحليل وآراء

السبت، ٥ سبتمبر ٢٠١٥

حملة اتهامات مكثُفة تطلقها من تسمي نفسها المعارضة إضافةً لجماعاتها المسلحة ضد تنظيم داعش الإرهابي باستخدامه للسلاح الكيماوي في ريف حلب.
لعبة الكيماوي تظهر من جديد لكن المتهم هذه المرة لصيق بالإرهاب، ويتمتع بقدرات إجرامية عابرة للحدود في كافة المجالات التقنية والتجسسية والإعلامية والإرهابية، ما الذي دعا تلك "المعارضة" بإطلاق تهمها ضد داعش؟ هل هو حرص فعلي على ضحايا غاز الخردل المستخدم في بلدة مارع في الريف الإدلبي؟
قبل سنوات شهد الرأي العام السوري والإقليمي والدولي ذلك الفيديو الذي يظهر مسلحين قبل ظهور داعش وهم يقومون بإجراء تجارب على سلاح كيماوي، صندوق زجاجي فيه أرنبين، تم تجريبه عليهما، وهؤلاء قاموا بتجاربهم تلك على الأراضي التركية، ومنذ ذلك الحين بدأت قصة الكيماوي، وتحويلها إلى شماعة لإطلاق التهم في كل مرحلة هزائم أو انكسارات.
هذه المرة كان المتهم تنظيم داعش، وعلى ما يبدو فإن السبب في ذلك هو أن المناخ أصبح ملائماً أكثر من ذي قبل لإدانة هذا التنظيم بهذا الشكل، لا سيما بعد قبول تركيا انخراطها بشكل فعلي في التحالف الدولي لضرب داعش، لقد تزامنت تلك الاتهامات للمعارضة مع مشاركة أنقرة في غاراتها الجوية ضد التنظيم المتطرف، وللمفارقة فإن السلطات التركية متهمة قبل ذلك بتقديم الدعم لداعش، خصوصاً من خلال تزويد مدينة تل أبيض قبل تحريرها بالكهرباء، وهذه المدينة كانت واقعة تحت السيطرة الداعشية، فضلاً عن مرور شاحنات الاستخبارات التركية المحملة بالسلاح إلى مناطق تخضع أيضاً لسيطرة هذا التنظيم!
إن تطور المشهد الميداني وتناحر تنظيم داعش مع الجماعات المسلحة في الريف الدمشقي وشمال سورية، سبب رئيسي لكيل تلك التهم أيضاً، لا سيما بعد سيطرة التنظيم على القدم والمعارك الدائرة في الحجر الأسود، وتوعد التنظيم للإرهابي زهران علوش وعصابته بالقضاء عليها في معقلها دوما.
هذا التمدد الداعشي على حساب الجماعات الإرهابية الأخرى، سيعزز النظرية القائلة بأن الرهان فاشل على تلك الجماعات، ولا توجد قوة منظمة وفاعلة لمحاربة التنظيم سوى الجيش العربي السورين وهو ما تجهد القوى المعادية لدمشق من أجل تكذيبه، في النهاية أن الإرهاب الكيماوي قد ضرب الجماعات المسلحة الإرهابية ومناطقها التي تسيطر عليها، وبعد أن كان هناك إمكانية ضئيلة لتحالف آني بين كل من جماعات راديكالية إسلاموية تنضوي تحت يافطة المعارضة وبين داعش، فإن ما يحدث الآن نسف كل تلك الإمكانيات.