ضرورة التحالفات الصادمة.. بقلم: ميساء نعامة

ضرورة التحالفات الصادمة.. بقلم: ميساء نعامة

تحليل وآراء

الجمعة، ٣ يوليو ٢٠١٥

يخوض السوريون ملاحم قتالية نوعية على مختلف الجبهات ويسجل الصمود السوري  بجيشه وشعبه وقائده، معجزة العصر الحديث، الصمود على الألم وتقديم التضحيات والحصار الدولي الجائر على لقمة المواطن السوري ، والتشرد والنزوح الى الداخل السوري والخارج من مناطق اجتاحها الارهاب الأسود، كل هذا الصمود يؤسس لانتصارات متتالية على ارهاب شارك في صناعته وتصديرها لسورية معظم دول العالم.
وعلى كل من يعاني اليوم من آفة الارهاب بتسمياته المختلفة، سواء كانت داعش أو جبهة النصرة أو جند الشام أو كل من حمل الراية السوداء ونعق مبشرا بالخراب والدمار أينما حل، عليهم أن يعودوا الى الأرشيف السياسي والصحفي والمعلوماتي للدولة السورية، وأن يفتشوا عما عانته سورية من جرائم الارهاب في الاعلام السوري و الوثائق المحفوظة بالسجلات المدنية والعسكرية عن ضحايا الارهاب الأسود.
عليهم أن يعودوا الى أمهات شهداء الجيش العربي السوري اللواتي دافع أبنائهن ودفعوا حياتهم للدفاع عن سورية و عن شعوب العالم قاطبة، فحديث الأمهات هو الأصدق وهو الأطهر والأنقى، عليهم أن يتعلموا من كِبر تضحياتهم بفلذات أكبادهن كيف يكون حب الوطن وعليهم أن يتعلموا من عباراتهن التي هزت الجبال قبل أن تهز القلوب وهنّ يقفن أما نعوش مهجة قلوبهنّ ويقلن، "الولد غالي لكن تراب الوطن أغلى".
على كل من يريد أن يتعلم كيف صمدت سورية في وجه الارهاب ، عليه أن يعود الى الاعلام السوري ويرى بأم العين حقيقة غابت وغُيبّت عن الشعوب العربية والدولية، الحقيقة السورية الساطعة هي مشهد استقبال الشهداء بزغاريد الأمهات ونثر الورود والأرز على نعوش لفها العالم السوري الذي خلد الشهادة بأحد ألوانه.
اليوم يرتعش العالم خوفا من الإرهاب وسورية التي عانت منه لما يقارب الخمس سنوات ونادت ودوى صوتها في المحافل الدولية، وقدمت الوثائق والأدلة وفضحت المؤامرة بكامل بنودها وأبعادها ومراميها ولم يسمع أحد نداءات الاستغاثة من ارهاب دمر البلاد وقتل الأطفال والنساء وصلب وحرق وأغرق ومارس القتل الجماعي بأبشع صوره وفخخ السيارات واغتال الخبرات السورية، وشرد ابناء الشعب السوري، وما من مجيب.
اليوم من صدروا الارهاب الى سورية يشربون من كأس السم نفسه الذي سقوه للشعب السوري، والإرهاب يرتد عليهم ويحدث في أراضيهم زلزالا مروعا، فهل يدرك هؤلاء أنهم ارتكبوا بحق الشعب السوري جريمة مروعة لن يسامحهم عليها وسيحاسبهم على جرائمهم مهما طال الزمن أو قصر؟. لكن من باب الانسانية فقط نقول لدول العالم كله عليكم العودة الى مدرسة الدولة السورية ليتعلموا الصمود في وجه التسونامي الارهابي الذي لن يقف عند بلد بعينه ويختار شعب بعينه بل سيجرف معه كل العالم وسيهدم حضارات الشعوب وتراثها.
قلناها في بداية العدوان على سوريتنا الغالية، أن اللعب بالنار السورية سيزلزل المنطقة برمتها بل سيمتد دمار الزالزال الى جميع أنحاء العالم، لكن من وضعوا سينايوهات العدوان على سورية بقصد ابتلاع المنطقة برمتها، غاب عنهم أن سورية مختلفة عن دول المنطقة كلها وأن شيفرة سيناريوهات العدوان تم فضحها ووضع سيناريوهات دفاع مقابله لسيناريوهات المخطط المدمر لسورية والمنطقة ككل.
ليس من عادة الكريم الشماتة ولطالما كانت سورية وستبقى عزيزة كريمة شامخة، صادمة، أبية، وهذه الشمائل التي تتفرد بها تملي عليها تحالفات جديدة ربما تكون صادمة  للجميع لكنها ضرورية لحماية الشعوب العربية وحماية بقاء الوجود العربي.
وتأسيسا على ما ذكر فان قادمات الأيام ستشهد مفاجآت كبيرة وستصبح سورية المحج العربي والاقليمي والدولي لبحث المخارج التي تجنب العالم امتداد وتمدد وانتشار الارهاب، وهذا ان حدث، وسيحدث، سيكون بمثابة الانتصار الأكبر لسورية.