بوتين يطرح حلفًا إقليميًا ضد الإرهاب، لماذا الآن؟

بوتين يطرح حلفًا إقليميًا ضد الإرهاب، لماذا الآن؟

تحليل وآراء

الجمعة، ٣ يوليو ٢٠١٥

 بعد أكثر من أربع سنوات على اندلاع الأزمة في سوريا، يطرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حلفًا إقليميًا ضد داعش، ليخرج الوزير السوري وليد المعلّم متمنيًا أن تحدث معجزة ما تؤدي إلى حلف حقيقي ضد الإرهاب.
يستند الرئيس الروسي إلى جملة معطيات تشعره بإمكانية النجاح في عقد حلف يضم كلًّا من السعودية والأردن وسوريا وتركيا. هذه المعطيات بدأت تتناثر في كل العالم، وتتفاعل لتصبح أكثر إقناعًا في لحظة يضرب الإرهاب في أوروبا، في المغرب العربي وفي الخليج، كما يخوض معارك سيطرة على أراضٍ استراتيجية في كل من سوريا والعراق.
يعتبر السيد بوتين أنّ تنامي الإرهاب هو تهديدٌ مباشرٌ لروسيا، فتمكنُ الإرهابيين من المنطقة العربية يعني أنّ المعارك بينهم وبين الجيش الروسي ستعود عاجلًا أم آجلًا.

في تركيا، صارت الظروف أنسب لإقناع أردوغان بدخول حلف ضد الإرهاب، ذاك أنّ الإنتخابات الأخيرة زادت الضغوط وفتحت أبوابًا خطرة على مستقبل حزب العدالة والتنمية في طموحه الداخلي والخارجي.
في السعودية، يعيش النظام حالة تخبط بكل ما للكلمة من معنى، في حرب يشنها على اليمن، بدأت تنعكس على الداخل السعودي، دون تحقيق أي نتيجة على أي مستوى، وهو في أمسّ الحاجة إلى تعاونٍ روسي وإيراني.

وفي حين يضرب الإرهاب داخل السعودية والكويت، يعلم قادة النظامين الكويتي والسعودي أنّ من ضرب مناطق شيعية هناك، لن يمنعه شيء من ضرب مناطق ذات طبيعة أخرى في هذين البلدين، إذا ما تُركَ الإرهاب دون خطة جدية لمكافحته والسيطرة عليه.
الضربات الأخيرة التي شملت الكويت وتونس وفرنسا، أوجدت جوًا ضاغطًا جديدًا يدفع نحو القيام بأمر جديد، بديل عن التحالف الجوي الذي لم يثمر شيئًا حتى الآن.
إن نجح بوتين بمهمته، سيكون قد جنّب المنطقة الكثير من الدمار وجنّب بلاده الخطر. كما سيضع روسيا في خانة الدولة التي تقدم الحلول الفعلية، لا كما فعلت الولايات المتحدة بتحالفها الدولي الذي ما زال يقصف هنا وهناك دون تحقيق أي نتيجة. وإن فشل، سيكون قد وضع الأطراف الرافضة غير المتعاونة في موقفٍ محرج أمام الرأي العام العربي والدولي.
ومع تأكيده على دعم سوريا حتى النهاية، يشير بوتين للجميع أنّ عدم التعاون مع فكرة التحالف الجديد سيجبره على تقديم المزيد لدمشق، بالمال والقمح والسلاح، هكذا يخرج وليد المعلم من الكرملن مطمئنًا لنوايا الروس، علّ بوتين يستطيع أن يحشر أعداء سوريا في الزاوية.