زنوبيا ترفع صولجانها بوجه داعش

زنوبيا ترفع صولجانها بوجه داعش

تحليل وآراء

السبت، ٢٣ مايو ٢٠١٥

تمثل مدينة تدمر الأثرية كنزاً مغرياً لكل من تنظيم داعش والنصرة وباقي الميليشيات المسلحة من جهة، وللأمريكي والإسرائيلي من جهة أخرى، بل للأمير الخليجي أيضاً وكل عشاق مقتني الآثار الثمينة في المجتمعات المخملية الأوروبية، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن للمدينة رمزيتها التاريخية التي إن سقطت فإنها ستكون مادةً دسمة لوسائل الإعلام المعادية خصوصاً الخليجية لشن حرب نفسية جديدة ضد السوريين، عنوانها الرئيسي بأن الجيش السوري لم يستطع حماية تراثه وتاريخه "بحسب ما يريدون ترويجه من مزاعم".
ضمن هذا المشهد عمد الجيش العربي السوري إلى حشد التعزيزات وأوعز لكل القوات المرابطة في تلك المدينة بالثبات، معارك ضارية بين الجيش السوري وتنظيم داعش دارت في الجهة الشمالية للمدينة، ثبت رجال الجيش ووصلت التعزيزات، قتلى بالعشرات للتنظيم المتطرف، وانسحابات متتالية لمقاتليه على وقع ضربات الجيش.
عمد إرهابيو داعش على إمطار المدينة بقذائف الهاون، وقد سقط عدد من الشهداء المدنيين جراء ذلك، هو رد فعل متوقع من تنظيم إجرامي يتلقى ضربات دامية من الجيش السوري، لاسيما أن رهان هؤلاء كان كبيراً في الدخول إلى مدينة أثرية وسط بادية شاسعة، فضلاً عن ترغيبهم بالأموال والمكافآت التي سيحصلون عليها في حال سيطرتهم على تدمر، طبعاً على اعتبار أن المدينة أشبه بصندوق كنز ضخم في الهواء الطلق.
تم إبعاد داعش إلى أطراف المدينة، تمهيداً لتكثيف الرمايات النارية من مدفعية وطيران على تجمعات داعش، هذا الإنجاز العسكري للجيش السوري سيليه التحضير لمعركة تحرير مدينة السخنة التي سيطر عليها التنظيم المتطرف، ملكة تدمر قالت كلمتها، ورفعت صولجانها بوجه التنظيم البربري، الذي تم طرده خارج أسوار المملكة، وحتى تحرير السخنة فلترقد زنوبياً بسلام مجدداً.