الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تتبادل التهم حول أحداث الجولان

الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تتبادل التهم حول أحداث الجولان

الصحف العبرية

الاثنين، ١٦ مايو ٢٠١١

تبادلت شعبة الاستخبارات العسكرية وقيادة الجبهة الشمالية في الجيش الإسرائيلي اتهامات حول المسؤولية عن أحداث تخطي متظاهرين انطلقوا من الأراضي السورية للحدود في هضبة الجولان، فيما قال وزير الشؤون الإستراتيجية موشيه يعلون إن هذه الأحداث كانت متوقعة.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم عن ضباط كبار في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أن المعلومات حول احتمال تنظيم تظاهرة صاخبة في هضبة الجولان وتسلل متظاهرين إلى الجولان مُرّرت إلى جميع المسؤولين ذوي العلاقة.
وأضافوا أنه كان بإمكان سرية عسكرية واحدة معالجة الوضع جيداً، وأن تخطي المتظاهرين للحدود لم يكن عفوياً بل كان مخططاً له سلفاً.
من جهة ثانية، قال ضباط كبار في قيادة الجبهة الشمالية للجيش الإسرائيلي إنه لم تكن بحوزتهم معلومات دقيقة حول هضبة الجولان بل عن مناطق أخرى، ولذلك فإن التقدير كان أن التظاهرة في «تلة الصيحات» قرب قرية مجدل شمس بالجولان التي تسلل منها المتظاهرون لن تتعدى كونها تظاهرة عادية كالتي تجري في المكان منذ سنوات، ولذلك نشأ وضع وُجد فيه عدد قليل جداً من الجنود الإسرائيليين في مجدل شمس ولم يكونوا جاهزين لمواجهة تسلل المتظاهرين من سوريا.
ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية عن ضابط في الجيش الإسرائيلي قوله «لو أن قائد اللواء (الإسرائيلي الذي قاد القوة التي حاولت منع المتظاهرين من تخطي الحدود) فقد أعصابه وعمل بنحو مختلف لانتهت الأحداث بكارثة، والجيش الإسرائيلي سيدرس هذه الأحداث وسيحقق فيها من أجل استخلاص العبر».
وذكرت تقارير إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي استعدّ لاحتمال محاولة تخطي الحدود في الجولان عند معبر القنيطرة، لا في منطقة «تلة الصيحات» وقرية مجدل شمس.
وقال يعلون للإذاعة العامة الإسرائيلية إن «السيناريو الذي حدث في مجدل شمس كان متوقعاً، وتعيّن أن نكون مستعدين لمواجهته». وأضاف «لا يعقل أن تخرق جهات السيادة الإسرائيلية».
لكن يعلون رأى أن المسؤولين عن هذه الأحداث التي سببت حرجاً لإسرائيل هم حكومتا سوريا ولبنان. ورأى يعلون إن «على إسرائيل أن تصحو وتدرك أنه ليس لدينا شريك لحل الدولتين للشعبين في حدود عام 1967» رغم أن يعلون نفسه يصرح طوال الوقت بمعارضته لحل الدولتين.
وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي العميد يوءاف مردخاي إن الجيش الإسرائيلي عرّف نتائج الأحداث في الجولان أمس بأنها «ليست جيدة» وأكد إجراء تحقيقات في جميع المستويات في الجيش.
وامتدح مردخاي قائد اللواء الذي قاد القوة الإسرائيلية بعد تخطي المتظاهرين للحدود، وقال إن «قراره إطلاق النار على المتسللين بدقة وعدم إطلاق النار عشوائياً كان أداءً ممتازاً».
ووفقاً لمردخاي فإن «الجيش الإسرائيلي استعد أخيراً لمواجهة حشود مدنية من دون التسبب في قتل العشرات منهم، كما أن الجيش استعد للمواجهة في المجال الإعلامي ونزع الشرعية (عن الجيش) التي قد تنبع من مواجهة حشود المتظاهرين».
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن إسرائيل سلمت سوريا مساء أمس جثث 10 قتلى من المتظاهرين الذين تخطوا الحدود في الجولان وأنه أصيب 120 متظاهراً.